اختتم البرنامج الأدبيّ للدّورة الّسابعة عشرة من المهرجان الوطنيّ للمسرح المحترف، صبيحة الثّلاثاء، بتنظيم ندوة حول ” المسرح والقيم الإنسانيّة “، حيث قدّم الأكاديميّ قدّور حمداني مداخلة تطرّق فيها إلى المواقف الإنسانيّة على خشبة المسرح النّابعة من المواقف الدراميّة ومن الصّراع وطبيعة الشّخصيّات، واعتبر المسرح فنّا يلامس العقول والقلوب، ولطالما كان منصّة لعرض القضايا الكبرى والحفر في خلجات النّفس البشريّة وأنّه بمثابة المحكمة لحلّ الصّراعات الجدليّة، مشيرا إلى أنّ المسرح من منظور ملحميّ هو موقف الإنسان مع الإنسان، وأنّ الموقف الدراميّ هو الشّرارة التي تشعل أحداث المسرحيّة.
وقسّم القيم الإنسانيّة إلى 04 أقسام، الأوّل منها مرتبط بقوى الطّبيعة وما وراء الطّبيعة، والثّاني نرتبط بموقف الإنسان تّجاه الإنسان، بينما الثّالث مرتبط بالذّات، فيما يرتبط القسم الرّابع بالبيئة.
ومن جهته، تدخّل الأستاذ أحسن تليلاني، بموضوع القيم التّحرّريّة في مسرح الثّورة والمقاومة الجزائريّة، مبرزا أنّ المسرح الجزائريّ نشأ مقاوما، وربط بينه وبين الحركة الوطنيّة، وموضحا أنّ المسرح هو أحد أقدم الأدوات المستعملة من طرف الحركة الوطنيّة في نشر الوعي واسترجاع الهويّة الوطنيّة، وإحياء الشّخصيّة الجزائريّة بانتمائها الإسلاميّ، فكان مسرحا وطنيّا قوميّا وإنسانيّا.
إلى ذلك، تحدّثت النّاقدة المسرحيّة جميلة زقّاي عن تجربة القيم الإنسانيّة بكونها ضمن اهتمامات الفلسفة المعاصرة، وممارسة المسرح دورا هجائيّا ونقديّا.
