من إنتاج مسرح بجاية .. واقع الفنان وتحدياته في “أخردوس”

عرضت بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، يوم السبت 21 ديسمبر، مسرحية “أخردوس” أو الخندق، للمخرج ياسر نصر الدين ونص ليوسف تعوينت، وإنتاج مسرح عبد المالك بوقرموح لبجاية، لحساب أيام المسرح الأمازيغي، ويتناول موضوع حال الفنان في الجزائر، وما يواجهه من معاناة لنشر إبداعاته، أمام واقع منغلق، يتجلى في هذه المسرحية من خلال وجود مجموعة من الفنانين في خندق عميق.

المسرحية التي كانت في الأصل باللغة العربية الجزائرية، أنتجت في 2012، وتم ترجمتها للأمازيغية في 2018، تروي قصة أربعة فنانين علقوا بخندق، حاولوا عبثا الخروج منه، رغم مساعيهم للحيلولة دونه، وجرّت أحداث المسرحية في أداء مقبول للممثلين، رؤية إخراجية متوازنة، انسجمت أيضا مع سينوغرافيا واتت العرض عموما.

وأثناء التواجد في الخندق، بقصد أن تقوم هذه الفرقة الموسيقية بتدريباتهم العادية، تتجاذب أطراف الحديث بينهم، والبحث عن حل للخروج، يستجدون برسالة إلى الأمم المتحدة، ومع تطور الأحداث يتجلى أن هناك عائقا يتربص بهم يتمثل في كلب مسعور ينتظرهم عند المدخل، وهنا تتبادر فكرة إلى ذهنهم بتقديم واحد منهم كضحية للكلب ليفترسه مقابل المرور بسلام، لتنفجر عقدة القصة بين شخوصها ليقدم كل فنان مبرراته الذاتية.

وفكرة القيام بتمارين الفرقة في خندق يعكس للأسف غياب الإمكانيات وفضاء مناسب لهم، وهنا يعرج العمل صراحة لقضية الفنان التي لها علاقة طردية مع المجتمع إذ لا يمكن أن ينعزل عنه، ويختزل وضعية المبدع في شتى المجالات ويصور الصعوبات والعوائق على غرار أشكال المضايقة السياسية والاقتصادية والمتعلقة بجانب الإمكانيات وغيرها من الضغوطات التي من شأنها أن تخنق الفنان للتعبير عن رأيه فنيا، وبعيدة عن تطلعاته ومهامه الإنسانية.

وصاحب العمل موسيقى وسينوغرافيا منسجمة ومعبرة اختارها جمال عمراني، واستطاع أن يحاكي صراع الفنان في رحلة البقاء والصمود وأهم العوائق التي تواجه الفنين في الواقع.

خلال النقاش الذي تلا العرض، قال الكاتب المسرحي يوسف تعوينت “أنا أقدر حقًا تكييف النص في اللغة الأمازيغية، لأنهم يحترمون نصي. إنها قطعة تتحدث عن مشاكلنا، خاصة عن فنانينا، إنه نوع مليء بالمكائد. في كتاباتي، أفكر أولاً في الجمهور، وفي كل مرة يجد في المسرحية حلاً، ثم ما يلبث أن يجد نفسه يواجه حلاً مضادًا “.

من جهته، اعترف المخرج ياسر نصر الدين قائلاً “لقد وقعت في حب هذا النص، عندما عرضت عليه في عام 2012، لم أتردد في إخراجه”. وأضاف في هذا السياق “في الإنتاج الأول، كان لدينا فريق آخر، أردت الحفاظ على هذا الأخير، ولكن لسوء الحظ لم يتم ذلك”.

شاهد أيضاً

الاحتفالية الخاصة بمناسبة اليوم العالمي للمسرح