شارك المسرح الجهويّ أمّ البواقي، سهرة الثّلاثاء، بمسرحيّة ” العائدون من الحرب”، في المسابقة الرّسميّة للدّورة السّابعة عشرة من المهرجان الوطنيّ للمسرح المحترف، من تصميم لحسن شيبة، تأليف بلقاضي خير الدّين، وموسيقى عبد الكريم خمري، وأداء سيف الدّين بركاني، عبد العلي فرجات، عبد الحقّ محمّد الشريف، نصيرة بن يوسف، حوريّة بوصوار، مرزوقي إسلام، عماد ياحي، مرزوق لوصيف وشهيناز دربال.
وتناول العرض المسرحيّ القضيّة الفلسطينيّة مبرزا قيمة المقاومة والنّضال كسبيل لتحقيق النّصر، حيث تدور الأحداث بين موسى وأبو فارس الذي يخبره عن الأحداث بعد الحرب وما انتهجته الدولة الجديدة كسياسة للسلام، فينتفض موسى ويعلم أنّ الحرب لم تنته بل ذلك السّلام هو مرحلة شكليّة فقط. أمّا زينب فتعاني أزمة نفسيّة إثر وفاة زوجها الذي أقنعها قبل وفاته أنّ لكلّ منهما طريقته في خوض في غمار الحرب، فتسعى للانتقام بطريقتها الخاصّة بإغراء موسى واستدراجه ثمّ قتله.
قدّمت المسرحية رؤية فلسفية حول النضال، العدالة، والسلام. طرحت تساؤلات عميقة حول معنى الحرب، وكيف يمكن أن يتحوّل النصر إلى مجرّد فرصة للانتهازيين والخونة لاعتلاء المشهد السياسيّ والاجتماعيّ. كما سلّطت الضوء على التناقضات الإنسانية، حيث يتصارع الخير والشر داخل المجتمع، بل وأحيانًا داخل النفس البشرية الواحدة.
وفي إسقاطها على القضية الفلسطينية، عبّرت المسرحية عن استمرارية النضال ضد الظلم، مؤكّدة أنّ السلام الحقيقي لا يتحقق إلا بالعدالة والاعتراف بحقوق الشعوب المقهورة. قدّمت شخصياتها المختلفة نماذج للصراعات التي تعيشها الشعوب بعد الحروب، بين الوفاء للمبادئ من جهة، و الانتهازية والخيانة من جهة أخرى.
