قدم المخرج صادق مسرحية “سين اني” التي أنتجتها التعاونية المسرحية مشاهو بتيزي وزو، ضمن تواصل عروض أيام المسرح الأمازيغي، ونص هذا العمل يعود للكاتب المسرحي الراحل محند أويحي المعروف فنيا موحيا، وحاول فريق المسرحية أن يكرم هذا المسرحي نظير ما قدمه للمسرح الأمازيغي من أعمال جميلة.
تروي المسرحية قصة شابين يعيشان معا في قبو في إحدى الضواحي الباريسية، وضعية حساسة، أحدهما مثقف، كرس نفسه لدراسته، حتى يخطط لتأليف كتاب، في حين أن مضيفه ، وهو عامل أمي، يخفي أمواله في دمية دب ولا يصرف منها أبدا، في حين أن الطالب هو محب للأعمال الخيرية، إلا أن الشاب الأمي الذي ترك زوجته وطفله في منطقة القبائل، كان يخطط لبناء منزل كبير وجميل في القرية. ووفق الممثلان في تقديم أداء جيد على الخشبة.
ستكشف عطلة رأس السنة الميلادية عن “الأمية” و”البخل” صفتا المهاجر الأمي، خاصة بعد أن اشترى، من أجل طعامه، صندوقًا من الأطعمة المعلبة للكلاب والقطط. يخبره المهاجر المثقف، الذي تبين أنه لاجىء سياسي، أنه طعام الحيوانات وليس مخصصًا للبشر بدليل الصور الجميلة على الصندوق الذي يمثل الحيوانات الأليفة، غير أن الأمي لا يريد أن يفهم وقال لصديقه “أخبرني إذن، أن قهوة لا بيردريكس التي اشتريناها، وعليهما صورة الحجل هل المقصود أن يشربها الحجل فقط؟”
تتطور أحداث المسرحية، ويتجلى شيئا فشيئا استحالة العيش معًا، بسبب الاختلاف في الشخصية، يذهب مضيف “المثقف” إلى أبعد من أن يسأل زميله في الغرفة “لماذا لا توجد ذباب في هذه القرية، مثل تلك التي بلدنا والتي تصدر الموسيقى”.
وهكذا، قام المثقف وهو في حالة غضب بتدمير ثروة الأوراق النقدية المخبأة في دب صديقه من ثروة، بينما فعل الآخر فعل الشيء نفسه وقطع دفتر الملاحظات، الذي يتضمن كتابات عنه، ويشتبه زميله في الغرفة في إدانته في حالة نشره، حيث “كان يصلي ويستهلك الكحول في الوقت نفسه وأنه لا يمكنه التحدث إلا عن الذباب والمتغيرات الموسيقية “.
يختتم العرض بوقوف الشابين على كرسيين، وهم مستعدان للانتحار، يقول المهاجر الأمي وحبل حول عنقه، “أخبرهم أن المنفى يريحني من كل شيء ” أما الثاني وفي نفس الوضعية يصرخ “تحيا الحرية”، وفي الجزء الخلفي من الستار تظهر صورة موحيا وهو يقول عبارة “إن الوضع خطير، ولكن ليس ميئوسا منه …”.