مسرحية “الجمال” أو المقاومة من أجل الفن

عرض المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي يوم الخميس 20 فيفري مسرحية جديدة عنوانها “الجمال” وهي للمخرجة الايطالية كيارا دي ماركو، عن نص من تأليف جماعي أنجزه فريق جمعية أس أو أس باب الوادي.

ويروي العرض قصة مستقاة من أحداث حقيقية تعود إلى العشرية السوداء تظهر مدى مقاومة قرويين عزل ضد ظلاميين ومتطرفين من أعداء الفن والجمال أرادوا تحطيم جدارية فنية قائمة في القرية منذ سنوات وتعبر عن حسن جمالي رفيع لدى أهلها.

ضم العرض لوحات كوريغرافية شكلت فواصل بين لوحات مشهدية، وجالت المخرجة بين زمنيين مختلفين فقد غاصت في الماضي من خلال شخصية الجدة التي تروي لأبنائها قصصا عن أمجاد السابقين وبطولاتهم وهم يقفون في وجه هؤلاء الظلاميين المتخلفين الساعين دوما لخراب القرية وكيف أنهم فشلوا دوما في تحقيق أهدافهم الحقيرة.

وأبان العرض عن ضعف ملاحظ في مستوى أداء الممثلين وقد يرجع ذلك إلى كونهم من الهواة أو أقل من ذلك إذ أنهم يعتلون خشبة المسرح لأول مرة إذا ما استثنينا بعض الأسماء، غير أن الأمر لا يدعو للقلق فهم في الأخير أعضاء في جمعية هواة، مما جعل تأطير المخرجة الإيطالية متوسطا، إذ بدا العرض بمستوى مدرسي إن لم نقل أقل.

وإذا ما وضعنا جانبا قصص الجدة فإنه العرض تخلله صوت الراوي الذي تميز تدخله بالخطابية المباشرة بالرغم من بعض العبارات الشاعرية التي تسللت إليه، وهو ما أنهك العرض بفترات تميزت بإيقاع متفاوت خلق نوعا من الرتابة والملل.

واستند العرض المسرحي على الخدع البصرية التي احتوت عليها خلفية الخشبة، غير أنه لم يكن يتناغم مع حركة الممثلين على الركح، كما تم الاعتماد على سينوغرافيا بسيطة تمثلت في مجموعة من العلب الصغيرة.  

وبدأ الاشتغال على المسرحية منذ حوالي السنة، وهي مستوحاة من قصة حقيقية حدثت مدينة سعيدة خلال العشرية السوداء، أريد لها أن تخلد في عمل مسرحي، فقد حاولت مجموعة من الإرهابيين تدمير اللوحات الجدارية الجماعية التي رسمها في عام 1973 بوخاري زروقي ودنيس مارتينيز ومحمد خضر ومحمد بغدادي، فشكل القرويون مجموعة من المقاومين لإنقاذها.

شاهد أيضاً

المسرح الوطني الجزائري يحتفي باليوم العالمي لذوي الهمم

المسرح الوطني الجزائري يحتفي باليوم العالمي لذوي الهمم من خلال عرض مسرحية “محكمة الغابة” نص …