مخرجة “الساقية” سمية بوناب: “حان الوقت لعودة النساء إلى خشبة المسرح”

” الساقية” أول تجربة لك كمخرجة، كيف جاءت هذه المغامرة؟

انتقلت من النقد إلى الإخراج وقبله جئت من مجال بعيد جدا عن المسرح هو البيطرة، أومن أن المسرح مجال واسع ومفتوح على التجريب في مختلف المهن من التمثيل إلى الإخراج والنقد وغيرها، ربما هذا الانتقال من مجال إلى آخر هو الذي أعطاني الجرأة لاقتحام الإخراج دون رهبة.

كان لي الحظ أن تم اختيار هذا النص من قبل الوزارة في إطار المشاريع التي قدمت ضمن الاحتفال بسبعينية الثورة واشتغلت مع مسرح سوق أهراس الذي وفر لي كل ظروف ليخرج العمل في شكله الذي شاهدتموه. واغتنم الفرصة لأشكر إدارة المسرح وكذلك الفنانين الذين قبلوا بخوص هذه المغامرة معي رغم أن أغلبهم لهم أسماء وسمعة في المجال الفني، في حين أنا في بداياتي كمخرجة.

ما هي رسالتك من خلال العرض؟

أنا من سوق أهراس ووجدت أنه من واجبي تسليط الضوء على الأحداث التاريخية التي كانت هذه المنطقة مسرحا لها، وأردت من خلال هذا العرض تكريم ذاكرة ضحايا مجزرة الساقية الحمراء التي وحدت الشعبين الجزائري والتونسي، في هذا العرض أيضا أردت تقديم صورة غير نمطية للمرأة، فبدل المرأة التي نراها دائما ضعيفة وتبكي أردت إبرازها بصورة مغايرة، تلك المرأة الشجاعة المقدامة المضحية بأولادها من أجل استقلال بلادها.

 في هذا الإطار العرض ركز كثيرا على دور النساء على حساب الرجال هل هي نظرة نسوية؟

ربما تكون نظرة نسوية لكنها كانت، مقصودة أردت إبراز دور النساء الذي تجاهلته معظم الأعمال الفنية، في الأفلام السينمائية التي تناولت الثورة مثلا تظهر المرأة مثل إكسسوار فقط وتسلط الأضواء على الرجال فقط في حين المرأة كانت دائما القاعدة الخلفية للثورة.

هل خدمتك تجربتك كناقدة في أولى تجاربك الإخراجية؟

أكيد لأني كنت أرى بعين المخرجة والناقدة في الوقت نفسه حتى أن الممثلين تعبوا معي لأني كنت في كل مرة انتبه إلى ما يمكن أن يكون مدخل لتساؤل قد يثيره الناقد،كما أنني في هذا العرض أردت المحافظة على طابع المسرح البسيط عوض التركيز على الصورة السينمائية كثيرا لأني أعتقد أن السينما لديها مجالها والمسرح أيضا له خصوصيته ولا أريد أن أجبر جمهور المسرح على مشاهدة السينما.

تلتحقين بمجال الإخراج المسرحي وهو مجال ما تزال النساء يخفنا منه لماذا في اعتقادك؟

هذا العمل هو امتداد لمذكرة تخرجي حول “حضور المرأة الجزائرية في المسرح الجزائري المعاصر، تجربة ليديا لعريني انموذجا” وخلال دراستي وجدت أنه ومنذ 1963 أحصت الجزائر خمس مخرجات فقط، أردت البحث عن السبب وراء هذا الغياب للنساء عن قيادة الخشبة رغم وجود كفاءات فنية في مجال المهن المسرحية المختلفة، أعتقد أنه حان الوقت لتقتحم النساء الخشبة والعودة لمن انقطعن عنها.

قلت إن النساء يخفن الخشبة، لماذا؟

النساء لا يملكنا الجرأة لاقتحام مجال الإخراج ويتجنبن هذه المسؤولية لأن النقد الذي سيواجه النساء لاذع بينما في اعتقادي أن المرأة التي تحملت مسؤولية إعداد الجيل الذي حرر البلاد وشاركت في الدفاع عن الوطن وقادت مجتمعا كاملا لا يمكنها أن تخاف من قيادة فريق فني في مسرحية

في إحدى مشاهد العرض بعد انفجار قنابل الطائرات مقطع سردي طويل نسيبا، لماذا؟

المقطع السردي كان ضرورة في العرض لأنه عبارة عن وثيقة تاريخية حقيقية وعندما يكون العرض متعلقا بحدث تاريخي يصبح عرض الوثيقة أمر حتمي سواء كان صورة أو نص مقروء وأنا تجنبت عرض الصور وحافظت على طبيعة الوثيقة، بصوت المذيع عيسى مسعودي رحمه الذي أذاع هذا المقطع ثلاث أيام بعد المجزرة فقد أردت تكريم ذاكرة شهداء الحادثة وتكريم صوت الثورة الجزائرية الراحل عيسى مسعودي.

شاهد أيضاً

الذكرى الثلاثين لإغتيال الفنان المسرحي الراحل ” عز الدين مجوبي”

الذكرى الثلاثين لإغتيال الفنان المسرحي الراحل “عز الدين مجوبي” في الذكرى الثلاثين لإغتيال الفنان المسرحي …