محيو… قلبٌ لطالما نبض مسرحاً

انطفأت يوم الخميس الـ11 من شهر أكتوبر الجاري، شمعة فنية أضاء دربها الإصرار والتحدي، الصدق والإخلاص، إنّه الممثل محي الدين بوزيد، المعروف فنيا باسم “محيو”، مخلّفا رصيدا تجاوز الثلاثين عملا، ترجم عشقه للفن وخاصة المسرح الذي مارسه منذ دراسته الثانوية…

رحل “محيو”، صانع الابتسامة على شفاه الكثيرين، يتذكره زملاؤه الفنانون وطلابه في الجزائر عامة وفي ولاية باتنة على وجه الخصوص، بنشاطه الدؤوب، إخلاصه لعمله، وطيبة قلبه التي قرّبته من قلوبهم، وقلوب جمهوره المسرحي ، الذي تعرف عليه من خلال عديد الأعمال الركحية التي قدّمها، خاصة للأطفال (باعتباره أول من أدخل مسرح الطفل إلى ولاية باتنة)، وكذا جمهوره العريض في مختلف أنحاء الوطن الذي عرفه عبر شخصيات أعماله التلفزيونية كـ “جحا”، و”دوار الشاوية”… إلخ

اليوم ينطفئ نجم رئيس جمعية “أصدقاء الفن والموسيقى”، هذا الفنان الذي تحدى إعاقته، فكان قدوة لكثير من نظرائه الحالمين بمستقبل أجمل، يشهد على تحقيق ذواتهم وأحلامهم.

“محيو” الذي غادرنا وعمره لم يتجاوز الـ 56 سنة، سيبقى خالدا في قلوب زملائه الذين قاسمهم تجسيد الحلم المسرحي والفني، وطلابه الذين أشرف على تكوينهم وكذا جمهوره الذي استمتع بأعماله المسرحية والتلفزيونية، التي نذكر من بينها “قال ياما قال”، التي أخرجها سنة 1999، و”ملحمة أول نوفمبر” في 2016، إلى جانب إخراجه مسرحيات للأطفال “قلب من ورق” 2015، و”قوس قزح” 2011، إضافة إلى مساهمته في إخراج عديد الأعمال في إطار المسرح الجامعي على غرار “المتاهة” عام 2010 والتي تحصّلت على جائزة أحسن إخراج في المهرجان الجامعي بفاس في المغرب.

وداعا “محيو”، تحية لروحك الطاهرة، لإصرارك وإرادتك التي عُرفت بها أول المشوار متحديا إعاقتك، وآخره مصارعا مرضك … ستفتقدك كل الأمكنة التي آنستها يوما ما بوجودك.

شاهد أيضاً

الاحتفالية الخاصة بمناسبة اليوم العالمي للمسرح