“ما قبل المسرح” عرض صامت بلسان موسيقي جسدي

بفريق متكون من ممثلين هواة، جامعيين ومحترفين، قدمت جمعية “كارتينا” من ولاية مستغانم، مسرحية بعنوان “ما قبل المسرح” لولد عبد الرحمان كاكي، عل خشبة محي الدين بشطارزي، لحساب تواصل منافسة المهرجان الوطني الـ17 للمسرح المحترف، والعمل من إخراج سعيد زكريا، سينوغرافيا سعيد ياسين، موسيقى بن نوخ محمد نزيم، كوريغرافيا عبد الوهاب طارق.
تنقسم “ما بعد المسرح” إلى ثلاثة أجزاء تبدو للوهلة الأولى غير مترابطة، الثلث الأول يصور حالة الرسام يعيش اضطرابا نفسيا حادا، مرده الأول صراع داخلي بين الخير والشر، وينتهي هذا الثلث بأن يموت الرسام، أما الثلث الثاني فيجسد حالة مجموعة إنسانية تعيش حالة من الصراعات وتحاول في نفس الوقت تقطيع الشبكة التي تشكل الجدار الرابع بينها وبين الجمهور، والثلث الأخير يجسد حالة الإنسان المعاصر العالق بين ثنائية الصمت والكلام.
جسدت “ما قبل المسرح” الصراع الإنساني بشكليه، الداخلي والخارجي، ولعل مفاتيح فهمها تكمن في نهايتها، نهاية يعود فيها الفنان إلى الخشبة كأنه يقول إن المسرحية كانت تجري داخله، وأن الصراع الخارجي للإنسان ما هو إلا انعكاس للصراع الداخلي.
من الناحية الفنية، قدمت “ما قبل المسرح” شيئا مغايرا لما هو معهود في المسرح الجزائري، باستثناء تجربة المخرج محمد شرشال في “ما بقات هدرة” و”جي بي أس”، اعتمد سعيد زكريا بشكل كلي على الفعل الفيزيائي دون الفعل اللفظي، ما جعل من التعبير الجسدي اللغة الأساسية في المسرحية، بالإضافة إلى اللغة الموسيقية التي رافقت العمل منذ بدايته، وذلك من خلال فرقة كانت حاضرة على الركح طيلة أزيد ساعة ونصف، وقدمت مزيجا من الأنواع الموسيقية سواء الحديثة أو التراثية، متماشية مع أحداث العرض بتواز دقيق، ما جعل المسرحية تجربة ممتعة من الناحية البصرية والسمعية.
يشار إلى أن مسرحية “ما قبل المسرح” كانت نتاج جهود جمعوية احتضنتها الجامعة الجزائرية، وهي فائزة بالجائزة الكبرى للمهرجان التصفوي للمسرح المحترف بسيدي بلعباس في دورته الـ 14.

شاهد أيضاً

مسابقة وطنية لأفضل لوحة فنية احتفاءً بـعبد_القادر_علولة

يعلن #_المسرح_الوطني_الجزائري “محي الدين بشطارزي” عن إطلاق مسابقة وطنية لأفضل لوحة فنية، مستلهمة من أعمال …