قدم المسرح الجهوي امحمد بن قطاف النعامة، أمس الأربعاء، ضمن المنافسة الرسمية لمهرجان المسرح المحترف في طبعته الـ 17، مسرحية بعنوان “تحت الأنقاض”، إخراج العيد بن عمارة، نص أنور اسم الله، سينوغرافيا حمزة جاب الله، تمثيل كل من سيد علي حميميد، سمية عبدلي، أغا محمد عبد الصمد، ربيعة سحاب، عبد النور بن عداسي، سميرة بلبشير.
تطرقت المسرحية، بلغة عربية فصيحة، لموضوع الساعة وهو القضية الفلسطينية، واختارت “تحت الأنقاض” لنفسها بداية في الظلام الدامس، تنيرها كلمات عن القضية والأوضاع الحالية، ما عمل على استثارة حاسة السمع لدى الجمهور، وهي الحاسة التي يخاطبها هذا العرض بامتياز.
تتمركز حبكة “تحت الأنقاض” في قضية إيصال مخطوطات تتضمن المجازر التي ارتكبها الصهاينة في طنطورة، من تلك المنطقة إلى الضفة الغربية، لكن العملية تتعرض لبعض العراقيل، منها عدم اتفاق مالك المخطوطات مختار مع ابنه عبد الله الصحفي المصور، بسبب أن الأخير يعتقد في بداية المسرحية بإمكانية التعايش بين الأنا والآخر، لكنه وفي نهاية المطاف يصحح رؤيته بسبب المجازر التي يرتكبها الصهاينة، ويوصل المخطوطات إلى الضفة الأخرى.
تطرقت المسرحية للعديد من القضايا الإنسانية الهامة، على غرار المجازر المرتكبة في حق الأطفال والنساء، لكنها ركزت بشكل كبير على قضية اغتيال الصحفيين الذين بلغ عددهم إلى غاية 2 ديسمبر الجاري 192 صحفيا، وهو أكبر عدد مسجل منذ فجر المهنة، وتجلت هذه القضية في المسرحية، مع عبد الله والصحفية الأمريكية، بتجسيد المصاعب والإصابات التي يتعرضان لها خلال تأديتهما لمهامهما، كأن “تحت الأنقاض” تقول إن الصهاينة يستطيعون اغتيال الجميع، يكفي أن يكونوا ضدهم فقط.
