كاتب – مترجم – مخرج
قاسم محمد رائد من رواد المسرح العراقي (26 أكتوبر 1934 – 6 أفريل 2009).
وُلد في 26 أكتوبر عام 1936 في إحدى محلات بغداد وكان والده يملك فرناً، رفض في البداية دخوله إلى معهد الفنون الجميلة لعدم اقتناعه بجدوى الفن في الحياة العملية، لكن قاسم محمد لم ييأس بل سارع إلى التقديم للمعهد عام 1955، حيث درس على أيدي كبار الرواد من أمثال حقي الشبلي، إبراهيم جلال وجاسم العبود.
أثناء دراسته الأكاديمية مثّل قاسم محمد في بعض الأعمال من إخراج جاسم العبودي الذي تبناه شخصيا وراهن على قدراته.
عام 1960، انضمّ قاسم محمد إلى فرقة المسرح الفني الحديث في واحدة من اللحظات المفصلية في حياته وحياة الفرقة.
سافر قاسم محمد إلى موسكو لإكمال دراسته في الفنون المسرحية وتخرج عام 1967 ليعود إلى العراق، أين أسهم في دفع المسرح العراقي إلى الأمام مرسّخا مدرسته المعروفة القائمة على: استلهام التراث الحي للذاكرة الجماعية، التركيز على التجريب، استيحاء الطقوس، وقبل ذلك كله تفجير طاقات الممثل واعداده عبر التمرين، والتمرين، ثم التمرين.
قدّم قاسم محمد عددا من الأعمال ذات الطابع التجريبي غير المعهود، على نحو خلخل بنى المسرح العراقي وهزه من الأعماق عبر مسرحيات: (النخلة والجيران) 1969، (بغداد الأزل بين الجد والهزل) 1974، (الخرابة) 1975، (أضواء على حياة يومية) 1976، (نجمة) 1977، (كان ياما كان) 1978.
وكانت للفقيد تواقيع أخرى مميّزة، أبرزها “آباء للبيع أو للإيجار، “طير السعد”، “الشريعة” ليوسف العاني، “العودة” ليوسف الصائغ (سبتمبر 1986) و”الباب” ليوسف الصائغ (1987)، فضلا عن “الحلم” التي أخرجها خليل شوقي.
نال قاسم محمد عدة جوائز وشهادات تقديرية في مهرجانات قرطاج والقاهرة والشارقة، إضافة إلى بغداد .
من أبرز الأعمال المسرحية التي مثّلها: بغداد الأزل بين الجد والهزل، الخان، البيك والسائق، القربان، كما مثّل في أفلام سينمائية وتليفزيونية، على غرار: فيلم الرأس، ومسلسلات عنفوان الأشياء، إيمان، أنفلونزا، ورجال الظل.
من أشهر المسرحيات التي ترجمها: حكاية الرجل الذي صار كلباً لأوسفالدو دراكون، وحكاية صديقنا بانجيتو غوانزاليس” لأوسفالدو دراكون أيضا، علما أنّه أعدّ وأخرج مسرحية “الصبي الخشبي” عن نص الكاتب الايطالي “كارلو كولودي”.
كانت لقاسم تجربة فريدة مع المسرح الوطني الجزائري، حيث قدّم مساء 27 أوت 2007، مسرحية “مدونات المنشود بين المفقود والموجود: شخوص وأحداث من مجالس التراث”، بقراءة جديدة وإخراج جديد توّج ورشة استمرت لشهرين، وظلّ العمل الذي شارك فيه 60 ممثلاً، يُعرض في سنتي 2007 و2008.
صدر لقاسم الكثير من الكتب في المسرح، آخرها صدر عام 2008 عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ضمن دراسات سلسلة “اشتغالات بصرية شكسبيرية”.
توفي قاسم محمد في دولة الامارات العربية المتحدة عن عمر يناهز الخامسة والسبعين بعد صراع مع مرض عضال لم يمهله طويلا عام 2009، وتمّ نقل جثمانه إلى بغداد ودُفن فيها.