يتسع فضاء المسرح الوطني الجزائري “محي الدين بشطارزي” للتعابير الثقافية المختلفة ويسمح بالتأليف بين مزيج من الفكر والمتعة والنقاش والفرجة في سياق نابع من الحياة اليومية ومتّصل بالانشغالات الثقافية الرّاهنة، يتداول فيها المهتمون بجدية ولكن بشكل فني تحت مسمى “مقامات”، حيث يسمح هذا الفضاء بالربط بين الأنواع والمستويات الثقافية المتعدّدة وكذا بمدّ جسور الصّلة بين المبدعين والمثقفين من مختلف المشارب، وذلك بطرح الأفكار وعرض المنتجات الثقافية تحاورا، تبادلاً، إثراءً وتكشفاً…
لمشروع ” مقامات” هدف أساسي وهو فتح النقاش حول قضايا ثقافية وأدبية وفنية بناءً على موضوعات ملموسة، وذلك بتقديم المؤلفين والمؤلفات ومناقشة الظواهر الثقافية والاجتماعية، وله هدف آخر يتمثل في التعريف بأعلام الثقافة الوطنية وقضاياها وجوانب مهمة منها. وله هدف ثالث يتمثل في التعريف بالأسماء والمنتجات الثقافية الجديدة من الكتب والمؤلفات والظواهر الفنية والأدبية والفكرية، هذا فضلا عن فتح الحوار بين الأنواع الثقافية وبين الأجيال؛ وفي كل ذلك نحرص على إبراز التنوع الثقافي والموروث الشعبي والغنى الحضاري الذي يميّز الثقافة الجزائية.
أولى الضيوف “ربيعة جلطي“
“ويكبر فينا الأمل والثقة بنجاح هذا الفضاء “مقامات”، ونحن مع انطلاقته الأولى لهذا الموسم باستضافة أيقونة الثقــافة الجزائرية السيــدة “ربيعة جلطي”، مع الأمل أن تكون انطلاقة ثقة وفعل ثقافي يتفتّح فيه المسرح الوطني على الشعر وسائر الأجناس الأدبية والفنية…”، بهذه الكلمات كانت افتتاحية فضاء “مقامات” بالشراكة بين المسرح الوطني الجزائري وجمعية “بيت الشعر” خلال سهرة الخميس 23 ماي 2019، في لقاء مع المبدعة “ربيعة جلطي” كفاتحة حول سيرة ومسارات الكاتبة بعنوان “حرائق الكتابة”…
لقاء أوّل لاستحضر خلفيات تبلور ونضج فكرة أنّ المسرح متفتح على كل الخطابات المعرفية والفنية والابداعية، وأنّ فروعه متعدّدة ومتشابكة فيما بينها تأثرا وتأثيرا، ولقاء ثاني كان يوم الثلاثاء 18 جوان 2019 مع الإعلامي المترجم والأكاديمي “عبد العزيز بوباكير” ليكون المسرح الوطني الجزائري ضمن السّياق الاجتماعي والسياسي والثقافي وكلّ المتغيّرات الحالية التي تعيشها الجزائري فهو بينها فاعلا ومتفاعلا معها…