قالت فاتن قصار مقتبسة عرض” بدء” عن رواية “فوضى الحواس” لأحلام مستغانمي أن المغامرة مع نص سردي لم تكن سهلة لكنها كانت مغامرة تستحق العناء، داعية في السياق من يرفعون شعار أزمة النص في المسرح إلى الالتفات إلى النصوص الأدبية لأنها ثرية وفيها أفكار كثيرة يمكن أن تقدم إضافات للمدونة المسرحية الجزائرية، مؤكدة في السياق ” أن أزمة النص لا تعني أزمة الفكرة”.
ما هو الشيء الذي جلب انتباهك في فوضى الحواس حتى اقتبستيها للمسرح؟
منذ أن قرأت هذه الرواية في 2016 أعجبت بها، وشدتني إليها فقررت اقتباسها وعندما تخرجت من معهد فنون العرض ببرج الكيفان تخصص كتابة درامية قررت خوض هذه التجربة مباشرة، ربما هذا سبب ذاتي هو إعجابي بكتابات أحلام مستغانمي لكن ثمة أيضا جانب موضوعي وهو الفكرة التي يقوم عليها الكتاب وهي معالجة العشرية السوداء من منظور مغاير من وجهة نظرة كاتبة.
من قرأ أحلام مستغانمي يدرك أن التعامل مع كتاباتها ليس سهلا لأنها تقوم على السرد أكثر مما تقوم على الفعل، كيف تجاوزتي الأمر؟
اقتبست “عابر سرير” لكني أيضا تطرقت ولو بشكل عابر إلى ” ذاكرة الجسد” صحيح العملية لم تكن سهلة لأن نصوص أحلام مستغانمي تقوم على اللغة أكثر من القصة وبالتالي يصعب ايجاد زوايا لصناعة قصة نؤثث بها الخشبة لكن ليس شرطا أن نقتبس الرواية كليها بل اكتفيت بزاوية وفكرة وأعدت بناء القصة حول البطلة “حياة” واشتغلت عليها.
هل لجوئك للاقتباس يعني أنك ممن يرون فعلا أن المسرح الجزائري يعاني من أزمة نص؟
لجأت لاقتباس لأنه نوع من الكتابة المسرحية وأردت تجربته كما قد أجرب الترجمة أو الكتابة من منطلق فكرة جديدة، هذا من جهة، ومن جهة لأننا نملك روايات وأدب يستحق أن يقدم لجمهور المسرح، فأزمة النص لا تعني أزمة الفكرة، ثمة أفكار كثيرة يمكن اقتباسها وتطويرها وتقديمها على الخشبة.
هل الاحتفاظ باللغة الفصحى في النص كان خيارا مقصودا؟
نعم كان خيارا مقصودا لأني أحب العربية الفصحى وأردت الإبقاء عليها في الحوار تكريما لأحلام مستغانمي، كما أن القصة تدور حول كاتبة وبالتالي من الطبيعي أن يكون الحوار والنص بالفصحى لأن خطابها موجه للنخبة، رغم هذا طعمت النص ببعض الدارجة كما حافظت على بعض العبارات بدون تغير كما جاءت في الرواية لأنها جميلة وقوية وتسحق أن تكون فوق الخشبة كنوع من التكريم لصاحبة العمل أحلام مستغانمي التي أعتقد أن هذا أول عمل مسرحي يقتبس أعمالها بعد أن قدمت للتلفزيون من خلال مسلسل” ذاكرة الجسد”.