استقبل مسرح الجزائر الوسطي عرض” السجين رقم 33″ لجمعية أوديسا لفنون السمعي البصري لمدينة الأغواط، ضمن سلسلة العروض خارج المنافسة لمهرجان المسرح المحترف في دورته الـ 17.
ضمن ديكور بسيط يقتصر على فراش مغبر وغرفة نصف مظلمة، صال وجال الممثل مختار زعيتري فوق الخشبة ترافق خطواته إضاءة خافتة، يتنقل ذات اليمين وذات الشمال مخاطبا حارس الزنزانة مرة مستأنسا بأوهامه مرات، يستحضر أحلامه ويعبر عن مشاعره تجاه حبيبته بنت الجيران الصماء، يناقش الحرية كمفهوم ويحاور ذاته كشاب يتوق لعيش تجربة الأبوة رفقة أطفال يرافقهم إلى المدارس، بملامح تعاقب حزن ثقيل فرح عابر تمكن مختار زعيتري من إيصال فكرة العرض لجمهور القاعة التي صفقت طويلا لأدائه.
ينطلق نص مونودرام ” السجين رقم 33″ من قصة شاب تواجد في مكان ما في الشارع صدفة عندما كان أحدهم يحرق نفسه، وكان هو ضمن صفوف الدين اصطفوا ليشاهدوا المأساة لكنه فوجئ يبد غليظة أشبعته ضربا غير مبرر، فما كان منه إلا أن خلص رقبته من القبضة القوية لكنه قتل صاحب اليد دون قصد بحجر عندما كان بصدد الدفاع عن نفسه، فتم إيداعه السجن بعد أن ثبتت عليه التهمة بشهادات مزورة.
عبر الحوار المحكم والعميق يأخذنا مختار زعيري في دروب التجارب الحياتية والمواقف الاجتماعية ضمن فضاء زنزانته ورفقاء الرحلة فيها، حيث يناقش العرض فكرة أساسية مفادها أن السجن ليس مجرد زنزانة وقضبان لكنه قد يكون أيضا نفس الإنسان وتردده في حسم الأمور، وقد تكون ماضي يكبله وقد يكون خوفا يلجمه من المستقبل.
يساءل العرض مفهوم الحرية في عالم معقد ويصل إلى نتيجة مفادها أن حرية الإنسان تبع من داخله وقد يكون سجين نفسه وأفكاره.
العرض اقتبسه باديس فارح عن “السجين” للكاتب أمل الكردفاني، رافقه على العارضة الفنية أيمن مطلس وفوزية إبراهيم في الإضاءة وسينوغرافيا وأداء الممثل مختار زعيتري.
للإشارة سبق لـــ” السجين رقم 33″ أن قدم عدة عروض مختلفة داخل وخارج الوطن منها عرضه ضمن مجريات مهرجان جرش للموندرام في دورته الثانية الصيف الماضي حيث نال استحسان النقاد والمتابعين.
