“الساقية.. العظماء لا يموتون”، هو عنوان العرض الذي دخل به مسرح سوق أهراس المنافسة على جوائز مهرجان المسرح المحترف في دورته الـ17، العمل الذي تم إنتاجه في إطار المشاريع المقدمة في إطار برامج سبعينية الثورة يستعيد قصة مجزرة ساقية سيدي يوسف التي جرت وقائعها يوم السبت 8 فيفري 1958.
تعود أطوار القصة عندما قصف الاستعمار الفرنسي قرية ساقية سيدي يوسف على حدود بين الجزائر وتونس، مخلفة استشهاد 79 جزائرياً وتونسياً من بينهم 20 طفلاً وإحدى عشرة امرأة، كما أصيب 130 بجروح، مجزرة استنكرتها آنذاك حتى الدول الحليفة لفرنسا.
استعادت المسرحية التي وقعتها سمية بوناب في أولى تجاربها كمخرجة مجرزة ساقية سيدي يوسف بعد 66 عاماً من الاستقلال عبر قصة عائلة جزائرية تبذل النفس والنفيس من أجل استقلال الوطن، عائلة كانت فيها النساء في مقدمة القضية الوطنية، حيث المرأة التي فقدت زوجها شهيدا لا تتواني في حث ابنها على الالتحاق بصفوف الثوار حتى لو كانت تعلم أن مصيره لن يختلف عن مصير أبيه وحيث البنت تتحرق شوقا لمعانقة البندقية حتى تثأر لأبيها
العرض أعاد المبدع رياض بروال إلى خشبة المسرح كمشرف فني، في حين شارك فيه 16 فنانا مسرحيا في أدوار مختلفة، منهم ليديا لعريني في دور الام ربيحة، سالي بن ناصر في دور الممرضة التونسية، وسيف الدين بركاني في دور خليفة، وزين العابدين خطاب في دور المجاهد، في حين وقع السينوغرافيا زين العابدين خطاب عن نص لمازن فارح الياس وموسيقي زكري بن صالح.