عبد الحليم رايس

عبد الحليم رايس (4 جانفي 1924 – 8 نوفمبر 1979)

كاتب – ممثل

وُلد عبد الحليم رايس في 4 جانفي 1924بوهران، وبدأ حياته المهنية كعون في شركة الكهرباء بالجزائر العاصمة، ثم ممثلا في الإذاعة، قبل أن يلتحق بالفرقة العربية للمسرح التي تشكّلت من 24 ممثلاً، ليُصبح نجم مسرح الأوبرا.

وشهد الموسم المسرحي 1947 – 1948، اعتراف السلطات الاستعمارية بالمسرح العربي، وفي سنة 1950، أدى رايس دور الشيخ المريض في مسرحية “صلاح الدين الأيوبي” التاريخية، ثم قدّم تمثيليات من النوع البوليسي كانت تذاع على أمواج إذاعة الجزائر الناطقة بالعربية كل سبت، وسعى رفقة أصدقائه لإيقاظ الضمير السياسي لدى الشعب وتوعيته، وعمل أيضا لتحضير الثورة والدعاية لها وشرح رسالتها.

سنة 1951، وقّع “رايس” عقدا مع العميد المؤسس محي الدين بشطارزي تضمّن تعهّدا بالعمل معه طيلة ثماني سنوات، وواصل النشاط ضمن المسرح البلدي إلى جانب كوكبة من الفنانين، على غرار: “مصطفى كاتب”، “حبيب رضا”، “علال المحب”، و”طه العامري”.

في سنة 1956، توجّه الراحل إلى باريس، حيث اتصل بـ “عبد الحفيظ كيرامان” وشقيقه “النذير”، وهما عضوان في فيدرالية فرنسا لجبهة التحرير، وساهم معهما في تكوين خلية نضالية عُرفت بعدها بفرقة جبهة التحرير، وكان دورها يكمن في القيام بالدعاية وجمع الأموال.

غادر رايس فرنسا في 8 مارس 1958، وتوجّه إلى تونس ومنطقة الباردو تحديدا، وقبل تأسيس الفرقة الفنية للجبهة، عمل على تعزيز الطاقم الذي ترأسه مصطفى كاتب وأصبح رايس أمينا عاما، وتم تقديم مسرحيتي “أولاد القصبة” التي كتبها في (1948) و”الخالدون” التي كتبها سنة (1955).

وحُظي العملان بنجاح أسطوري عبر العالم، وأبهر الصينيين، خصوصا مع نقل العرضين لمشاهد حية من قلب المعارك التي كان يخوضها جيش التحرير الوطني، وتجسيدهما للقيم والمبادئ العليا لثورة التحرير الجزائرية، كما كتب رايس مسرحية “دم الأحرار” (1961) التي نقلت معاناة المجاهدين في الجبال، وقناعة الثوار بالاستمرارية الثورية إلى غاية استرجاع السيادة الوطنية.

بعد الاستقلال، أصبح رايس مديرا للفنون، لكنه قرّر ترك المسرح عام 1968، بعد أن عُيّن رئيساً لمصلحة الإنتاج في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، لكنّ رايس واصل الكتابة فأنتج: “اليتيم” وهي مأساة اجتماعية، “القناع الحديدي” المقتبسة عن مؤَلَف لإسكندر دوما، و”الرجل الذي يضحك” المستلهمة عن مُنجز “فيكتور هيغو”.

وتألق رايس بذكائه الحاد وإحساسه المرهف، لا سيما في تقمصه لعدة أدوار في مسرحيات: “إفريقيا قلب واحد”، “132 سنة” و”العهد”، كما برز في السينما بدوره في فيلم “الأفيون والعصا” لأحمد راشدي، “سنعود” لسليم رياض، “الشبكة” لغوتي بن ددوش، و”المفيد” الذي كان آخر أعماله، قبل رٍحيله في 8 نوفمبر 1979 عن عمر يناهز 55 سنة، إثر سكتة قلبية أثناء تصوير المسلسل التلفزيوني “السيلان” لأحمد راشدي.

شاهد أيضاً

عبد الرحمان بسطانجي (طه العامري)

ممثل – مدير سابق للمسرح الوطني الجزائري عبد الرحمان بسطانجي المعروف باسم (طه العامري) ممثل …