صــالح لمباركية (5 أفريل 1948 -3 أفريل 2015) كاتب – أكاديمي
صالح لمباركية أكاديمي وكاتب مسرحي من مواليد 5 أفريل 1948 بباتنة.
نشأ صالح لمباركية في مسقط رأسه بالأوراس، وكان الابن البكر لوالده الشيخ أحميدة الذي اشتهر بالورع والتقوى والزهد في دنياه، حصل صالح على شهادة الأهلية سنة 1968، ثمّ شهادة البكالوريا سنة 1976.
ولج صالح إلى عالم المسرح من خلال المشاركة المبكرة في التمثيل ضمن الفرقة الطلابية عندما كان طالبا يخضع للتكوين والتدريب في معهد ترشيح المعلمين بباتنة في السنوات الأولى بعد استرجاع الاستقلال، وحملت أول تمثيلية شارك فيها عنوان “سقوط غرناطة”.
نال صالح شهادة الليسـانس في الأدب العربي سنة 1981، ثمّ تحصل على شهادة الماجستير في الأدب العربي كذلك سنة 1992، قبل أن يتحصل شهادة دكتوراه الدولة في الأدب العربي عام 2003.
شغل لمباركية عدة مناصب تعليمية: معلم ابتدائي سنة 1968، أستاذ التعليم الثانوي سنة 1981، أستاذ مساعد بالجامعة سنة 1982، أستاذ مكلف بالدروس سنة 1992، أستاذ محاضر سنة 2004، قبل أن يصبح نائب العميد مكلف بالدراسات العليا والعلاقات الخارجية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة باتنة عام 2006.
عُيّن لمباركية مديراً لمسرح باتنة الجهوي غداة تأسيس الأخير سنة 1985 واستمرّ في منصبه إلى غاية عام 1989، وتميّز بحبه للأرشفة بحيث أصدر كتبا توثيقية عن “محمد التوري” و”عبد الحليم رايس”، كما بادر بجمع النصوص المسرحية والتوثيق لها مثل “دم الأحرار، “أبناء القصبة” و”زعيط ومعيط ونقاز الحيط”.
أدار لمباركية المعهد الوطني للفنون المسرحية بين سنتي 1998 و2001، ويعد لمباركية رجل ثقافة وفكر، وظلّ شغوفاً بالمسرح، وأثّث لمباركية مكتبة المسرح الجزائري بعدة نصوص ومؤلفات، على غرار “الفلقة”، “النار والنور”، “الزنقة”، “القضية والشجرة”، “الشروق” و”الحمامة”، إلى جانب مسرحيات إذاعية وأوبيرات “مصطفى بن بولعيد”، فضلا عن كتاب “الآداب الأوروبية القديمة”، الذي اعتُبر واحداً من أهم المؤلفات التي تؤكد مبدأ بناء المعرفة انطلاقا من رصد الواقع الإنساني، وهو ما يجعل لمباركية مرجعية تاريخية هامة للطلبة وباحثي المسرح.
وعُدّ لمباركية مؤسساً للمسرح الجامعي، وقد كان حريصا على التكوين، مهتما بالكتابة والتوثيق، قليل الكلام كثير النشاط، مصلحا ثقافيا واجتماعيا، ونال برنامجه الاجتماعي “رُدّ بالك مع عمي صالح” الذي كان يبث على إذاعة باتنة نجاحا كبيرا.
ألّف لمباركية عدة كتب، منها: بناء الشخصية في مسرح ألفريد فرج (1997)، المسرح في الجزائر – النشأة والرواد – (2006)، والمسرح في الجزائر – دراسة نصوص – (2006).
شارك صالح لمباركية في عدة ملتقيات ومهرجانات، مثل: ملتقى المسرح العربي -عضو لجنة التحكيم – القاهرة (1993)، مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي سنوات 1994-1997-2000، مهرجان قرطاج الدولي في سنتي 1993 و2003، عضو لجنة التحكيم في مهرجان المسرح الجامعي بالمنستير بين عامي 1995 و2006، إضافة إلى مشاركته في الندوة العالمية للمسرح الجامعي بالسينغال 1999، وشارك في ملتقى البحر الأبيض المتوسط لمعاهد الفنون المسرحية بدمشق سنة 2000، وأيضا في ملتقى الفن المسرحي في أثينا سنة 2003، كما أسهم في منتدى ابداع الطالب بالمغرب من 2006 إلى 2009، فضلا عن المهرجان الدولي للمسرح والسينما بالمغرب 2010.
وطنيا، نهض لمباركية بتفعيل مهرجان مسرح عنابة الجهوي في عامي 2009 و2010، ناهيك عن مهرجان المسرح الأمازيغي بباتنة 2009، والمنتدى المسرحي العربي بوهران 2011، وحُظي بشهادتين تقديريتين في مصر 1993 و2000، إضافة إلى تكريمه في باتنة سنة 2009.
رحل صالح لمباركية عصر الجمعة 3 أفريل 2015 متأثراً بداء السرطان الذي صارعه في جَلَد وشُموخ.