كاتب -ممثل – مخرج
سليمان بن عيسى مخرج ومؤلف مسرحي وروائي جزائري من مواليد 11 ديسمبر 1973 بقالمة، أين نشأ في عائلة مناضلة، حيث كان خاله مناضلا في الحركة الوطنية في سوق أهراس وقالمة.
تابع سليمان بن عيسى دراساته ونال شهادة مهندس في الإلكترونيك، كمتخصّص في أجهزة الأشعة الطبية، لكنّه فضّل المسرح بعدما تكوّن ركحيا في ظروف عمادها الحبّ والنزاهة والشغف الكبير بأب الفنون.
في رصيد سليمان بن عيسى 7 نصوص بالعربية و17 نصا بالفرنسية وأربع روايات، فضلا عن 5 إلى 6 نصوص في طور الكتابة، إضافة إلى عشرات المسرحيات وأزيد من 3300 عرض بالجزائر والخارج، بينها عدة أعمال مسرحية مميّزة أثارت ضجّة كبيرة مثل: “بوعلام زيد لقدّام” (1974)، و”بابور غرق” (1983) اللتان قُدّمتا أكثر من ألف مرّة في مختلف أنحاء الجزائر، لكنه يعتبر ”بوعلام زيد للقدّام” أقرب عمل إلى قلبه، لأنّه جمع شتى المواضيع.
كان لسليمان بن عيسى وفرقته المؤلّفة من الثنائي سيد أحمد أقومي وعمر قندوز، حضور متميّز، منذ مطلع السبعينات، وتلك الفرقة كانت رائدة إلى جانب “مسرح البحر” لكاتب ياسين، وأنتج بن عيسى مسرحيات: “الشعب” (1967)، “مسحوق الذكاء” (1968)، “يوم الجمعة” (1976)، “المحڨور” (1978)، “ما وراء الحجاب” (1991)، “راك خويا وأنا شكون” (1992).
انتقل سليمان بن عيسى سنة 1993 إلى فرنسا، وكانت له تجارب عديدة أبرزها: “إدّا والعاصفة” (1993)، “ماري -آن والمشعوذ”، ”ذاكرة في الانحراف، ”و”رجل عادٍ وأربع نساء متميّزات” (1994) ثمّ “مجلس التأديب” (1995) التي عرفت رواجاً واسعاً في أكثر من مدينة أوروبيّة، فضلا عن “مرارة الأبناء” (1996)، “المستقبل المنسي” (1999)، “هاملت الأسود” (2002)، و”أوراق الحب” (2008).
نال سليمان بن عيسى دكتوراه فخرية من جامعة السوربون سنة 2005، وأطلق مشروع المسرح التلفزيوني عام 2009.
كما كان لسليمان بن عيسى حضور سينمائي أيضا، ولمع بشكل خاص إثر تقمّصه دور الزعيم مصالي الحاج في فيلم ”مصطفى بن بولعيد” (2008)، وهو بصدد التحضير لمسلسل يروي سيرة أحمد باي.
وفي الذكرى الـ 50 لمسيرته الفنية، أعاد سليمان بن عيسى إخراج مسرحية “بابور غرق” وقدّمها بين 12 و21 جوان 2017 على خشبة محي الدين بشطارزي، وهو عمل يلخّص جيدا مساره الفني الملتزم، حيث تولّد العواطف الصادقة أفعالا وجيهة تدعو إلى العمل والتفكير العميق المفضي إلى التقدم في مقاربة بحتة للفن الرابع.
آخر أعمال سليمان بن عيسى “ثلاثة أيام قبل.. الساعة” وهي مسرحية عرضها في 8 نوفمبر 2017، برسم مهرجان العالم العربي في مدينة مونتريال الكندية، وعاد بن عيسى من خلالها إلى روايته “الليلة الأخيرة للمعذّب”.