حوار مع المخرج صادق لكبير مسرحية أنتيجون ” انتاج جديد من أجل مسرح جديد”

” أنتيجون” الإنتاج الجديد للمسرح الوطني الجزائري بالتعاون مع المسرح الجهوي لبلعباس و تحت إشراف وزيرة الثقافة و الفنون الدكتورة ” صورية مولوجي”. المسرحية فريدة من نوعها، إذ تعتبر نقلة جديدة في عالم الفن الرابع، أين يحاول المخرج فرض طابع ابداعي جديد في تمثيل واقع مجتمعاتنا اليوم.
وإشراك جيل جديد من الممثلين من فئة ذوي الهمم (المكفوفين و الصم و البكم)، من أجل ابراز تميزهم وابداعهم….
المخرج صادق لكبير في حوار مع المسرح الوطني:

01- كيف ولد عرض مسرحية “أنتيجون” وما هي فكرته؟
أنتيجون هي تكملة لمسرحية “الملك أوديب” التي أنتجها المسرح الجهوي لبلعباس، المعروف أن المسرحية هي رواية تراجيدية إغريقية عمرها أكثر من 25 قرن، ترجمها الأستاذ طاهر حسين والاقتباس لوسام رحماني.
المسرحية هي عبارة عن مرآة تعكس حال مجتمعاتنا اليوم، صراعات وتحديات نعيشها يوميا، خلافات عائلية قد تصل إلى القتل، وهي مرفوضة وغير مقبولة. أحوالنا اليوم أوصلتنا إلى كل ما هو غير مرغوب (أخ يقتل أخاه، أم ترمي أولادها، شعب يسكت عن الحق …).
بأبسط العبارات يمكننا أن نقول أنتيجون تمثل كل ما تعيشه شعوب العالم اليوم.
02- هل نهاية “أنتيجون” ستوصلنا إلى حل لهذه المشاكل؟
طرح السؤال والاستفسار يمثل حل للمشكل، لكن في الواقع يجب دائما أن نعرف أن المسرح لا يعطي حلول ولا يعالج مشاكل، وإنما هو مرآة تعكس الواقع المعاش، هكذا كان وهكذا يجب أن يبقى. المسرح يساعد بطريقته الخاصة وهي طرح السؤال، المسرح ليس بساحر وإنما هو وسيلة لرؤية المجتمع كما هو في الواقع.
03- كان يمكن لك العمل مع ممثليين مسرحيين كبار، ولكنك في أنتيجون اخترت ممثلين من ذوي الهمم (المكفوفين والصم والبكم) لماذا؟
أنا لا أرى فرق، هم صح ذوي احتياجات خاصة، ولكن طريقتهم متميزة في التمثيل، المكفوفين مثلا في أنتيجون سنعيش مع هذه الفئة ونشعر معهم بحواسهم المختلفة، هم لا يرون لكن يسمعون جيدا وذاكرتهم قوية، وأيضا سنجد أصحاب الصم والبكم الذين أيضا هم لهم أسلوبهم الخاص في التمثيل وسرد الرواية، وهذه ميزة لا نجدها عند الممثلين العاديين.
في الواقع المكفوفين لا يتفقون مع أصحاب الصم والبكم لكن في أنتيجون يتفقون، على الخشبة لن نجد هذا الاختلاف.
الجديد اليوم أنه استطعنا دمج أشخاص من ذوي الهمم في مجال التمثيل، قديما كان ممثل عادي يلعب دور المكفوف، لكن اليوم هذه الفئة من المجتمع أثبتت أنها قادرة على التمثيل والإبداع أحسن من غيرها.
04- كيف تسمي هذا النوع من المسرحيات؟
على عكس وقتنا، وقت السرعة، يمكنني أسمي هذا النوع من المسرحيات ب ” الفن البطيء”، الممثلين في هذه المسرحية يلعبون أدوارهم بأريحية ويأخذون كل الوقت الذي يحتاجونه لإيصال ما يريدون قوله، وهذا أيضا ما يقومون به في الواقع.
05- في المسرحية هناك دور الراوي، لماذا أضفت هذا الدور؟
الراوي هنا يلعب دورا كبيرا في المسرحية، لأن الممثلين مكفوفين، والجمهور أيضا خلال العرض سيكون مكفوف مثلهم، ينتظر الراوي ليخبره ما يحدث. لهذا يمكن للمكفوفين الحضور أيضا حضور العرض والاستمتاع به. و أيضا فئة الصم و البكم لأنه لهم أيضا حظّ في هذه المسرحية.
06- حسب رأيك هل مساحة الإبداع في هذه المسرحية كانت مكبلة؟
أكيد لا، رسالتي للممثلين في أول اليوم لنا مع بعض هي أنهم مكفوفين وهذا لا يضر ولا ينقص من ابداعهم، وأيضا في السينوغرافيا و الإخراج، التقنيين كلنا عملنا من أجل الممثلين وبسببهم، مثلا على الخشبة هناك دائرة ضوئية زرقاء، عملناها لأجلهم، كي يمشوا بكل ضمان و أريحية هي حدود لهم على الخشبة.
لهذا انا نقولك إنه الإبداع في هذه المسرحية وجد من أجل هؤلاء الممثلين ولأنهم مكفوفين و من فئة الصم و البكم.
07 – ماهي الرسالة التي تريد إيصالها عبر أنتيجون؟
رسالتي هي الحياة صعبة ومعيقاتها كثيرة سواء للإنسان العادي أو لذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا لا يعطينا الحق أن نلجأ للعنف. ونحن كمجتمع أولاً علينا أن نحاول قدر المستطاع إيجاد حلول لمشاكلنا، وتسهيل ظروف الحياة لهذه الفئة في المجتمع، لأنها قادرة أن تعطي الكثير كما هي قادرة أن تأخذ القليل. أنتيجون هي انتاج جديد من أجل مسرح جديد، يدمج بين واقعنا المعاش ورغباتنا المخفية في صدورنا.

 

شاهد أيضاً

الاحتفالية الخاصة بمناسبة اليوم العالمي للمسرح