تنشيط أ. بوبكر سكيني (ناقد مسرحي وإعلامي)
عن مسرحة المناهج التربوية نشط منتدى المسرح الوطني الجزائري (TNA Forum) من قبل الأستاذ بوبكر سكيني (ناقد مسرحي وإعلامي)، حيث استهلت المداخلة بالتنبيه إلى أنّ الإنسان في ممارساته اليومية على تنوع حاجياته ورغباته التي تدفعه لذلك يحتفظ بطبيعته البشرية ويبتعد عن الحيوانية ويجسد في الواقع الجماعي والاجتماعي وجدانه بكلّ أطياف استمرارية وجوده؛ والمسرح حاجة انسانية بها يحقق وجوده الثاني على تعبير “إيريك بنتلي” في كتابه “الحياة في الدراما”، حيث يرى أن الهدف المتوخى من أي عمل مسرحي سواء كان موجها للكبار أو للصغار على أن يحقق التواصل باعتباره أساس استمرار عملية التلقين من طرف المشاهد بشكل طبيعي…
وتفاعل المتابعين على المنصة تمّ تبيين العلاقة الوثيقة بين المسرح والعملية التعليمية، وعلى وجوب تفتح العملية التأويلية في المسرح على مستويات أخرى أي من المحيط الاجتماعي إلى الفضاء التربوي، ولن يتأتى ذلك إلاّ باستغلال آليات المسرح توظيفها إيجابيا في المؤسسة التربوية والتعليمية والتكوينية، وعن الكيفية التي يمكن ترقية وظيفة المسرح في العملية التعليمية هناك جملة من الأدوات البيداغوجية المتوفرة في المسرح والتي بها تتحقق عملية إنماء المهارات لدى الطفل/التلميذ.
وللإشارة فإنّه بالرغم من أهمية المسرح المدرسي في المؤسسات التعليمية، يبقى حضوره في المقررات الرسمية ناقصا، باستثناء بعض النصوص المنثورة والموزعة في غير انتظام، حيث دعا المنتدى في هذا الجانب من التدخلات إلى وجوب أن يتحكم – مثلا- معلم اللغة العربية بمبادئ المسرح على مستوى النص والعرض، ومعرفة دينامية هذا التحول، وإلى توظيف مقام المقاربة الجديدة أو ما يسمى بالجيل الثاني في التدريس وعلى ضرورة مراجعة التصور الخاص بالعملية التعليمية، لأنّ من أهداف تعلم و تعليم اللغة العربية هو تحقيق الكفاية التواصلية، وإذا كانت هذه الكفاية قد حققت مكاسب كثيرة على مستوى تعلم وتعليم اللغة العربية، تبقى المقاربة الأخرى المتمركزة حول الفعل هي الأخرى فاعلة، لأنّ المقاربة بالفعل هي الربط بين اكتساب اللّغة والواقع الاجتماعي المعيش، بحيث تدمج أفعال الكلام في مهام وأفعال يكون المتعلم قادرا على إنجازها بشكل جيد في سياق اجتماعي مباشر ووهمي…
س. ب.