قدم الفنان كمال بوعكاز، مونولوج “الناعورة” أمسية اليوم الخميس 27 فيفري 2020 أمام جمهور غفير توافد بقوة مالئا مقاعد قاعة “مصطفى كاتب” بالمسرح الوطني.
قال بوعكاز أن الوقوف على خشبة بشطارزي له نكهة أخرى “خاصة وأنني لم أعتليها منذ ثلاث سنوات أو أكثر، وبالتالي أعتبر عرضي اليوم عودة أتمنى أنني وفِّقت فيها مع هذا الجهمور الجميل، وكنت في المستوى”.
وأضاف بوعكاز الذي اشتكى تعبه وإجهاده النفسي “ليس سهلا أن أعود للوقوف على الخشبة، لكنه كان تحديا بالنسبة لي، قبلته ووجب عليّ القيام به”.
روى مونولوج “الناعورة” الذي تابعه جمهور بشطارزي، باستمتاع واحتفاء وتجاوب، قصة فلاح، ترميه الأقدار بين براثن البيروقراطية القاتلة على مستوى الإدارة، بعد مواجهته مشكلا بسيطا تمثل في تعطل مضخة المياه الخاصة به، ما اضطره إلى التوجه لمؤسسة وطنية للحصول على مضخة بديلة. اليوم الذي قصد فيه بطلنا الشركة لم يكن ككل الأيام، إذ صادف انتخاب ممثلي نقابة العمال، ما أدخله في دوامة البحث والجدال والضغط…تقذفه المواقف بين متاهة المكاتب وتفقده أعصابه ليجد نفسه أمام القاضي للحكم عليه في قضية صفعه المدير العام لذات المؤسسة الوطنية.
صرح بوعكاز -الذي كان شاكرا لحسن الاستقبال بالمسرح الوطني الجزائري- بأن “الناعورة” مونولوج كتب نصه “صلاح الدين خليفي” في شكل مسرحية تمثل أحداثها 24 شخصية على الخشبة، لكنه أعاد كتابته ليتلاءم مع نوع الـ “وان مان شو” الفني، وقام بإنتاجه بين العامين 2001-2002 ورغم أنه أعقبه بعمل آخر عنونه بـ “آخر المترشحين” إلا أن الجمهور بقي متعلقا دوما بـ”الناعورة” مؤكدا بالقول “العرض الذي لا يموت ويبقى مطلوبا رغم مرور السنوات وكثرة المرات التي عرض فيها يعني النجاح ولا شيء غيره”. مضيفا “عرضته، أكثر من 1000 مرة، على خشبات المسارح الجهوية، في الإقامات الجامعية، على مستوى دور الثقافة…وسوف أختمها بجولة فنية أخيرة لألتفت إلى عمل آخر” .
“سجين فوق العادة” عنوان العمل الجديد الذي يعكف بوعكاز على إنجازه والذي سيكون جاهزا للعرض خلال شهر رمضان الكريم، يروي حسب تصريحه “ما عشته مؤخرا من أحداث ولدت لدي أزمة نفسية شارفت خلالها على الانهيار الكلي لكنني أحاول تجاوزها بفضل الله وأصدقائي والمحيطين بي وكل الجزائريين الذين وقفوا إلى جانبي”.
للتذكير، يعاد عرض “الناعورة” السبت 29 فيفري 2020 في الرابعة مساء (16:00 سا) بالمسرح الوطني “محي الدين بشطارزي”