بورتريه نادية طالبي… فنانة من زمن” النجمات”

بخطى متثاقلة صعدت خشبة بشطارزي تجر سنواتها الثمانين (من مواليد مدينة مستغانم في 30 جويلية 1944) قضت نصفها في خدمة المسرح والسينما، وبصوت خجول ونبرات متأثرة بتواضع الكبار أعربت عن امتنانها لمبادرة مهرجان المسرح المحترف الذي تحمل دورته 17 اسمها، إنها الفنانة القديرة نادية طالبي أرملة المرحوم المخرج الكبير بن أعمر بختي.
أكثر من 40 عمل مسرحي قدمته نادية طالبي بقيت خالدة في ريبرتوار المسرح الجزائري، على غرار “احمرار الفجر” سنة 1969، “إبليس الأعور” سنة 1970، “المتعصبون” سنة 1975، “الإنسان الطيب في ستشوان” سنة 1976، “سي بونوار وجماعته” سنة 1979، “يا ستار وارفع الستار” سنة 1982، “الدهاليز” سنة 1983، “قالو العرب قالو” سنة 1983، “موت التاجر المتجول” سنة 1987، “بيت برناردا آلبا” سنة 1989، “عمار بوزوار” سنة 1990، “رقصة الأبرياء” سنة 1997 جعلتها من الأسماء الكبيرة التي لا يمكن القفز بسهولة على حضورها.
من المسرح إلى السينما والتلفزيون حملت نادية طالبي تميزها فخلدت اسمها في أعمال كبير ووازنة منها “وقائع سنين الجمر” و”رياح رملية”، ومسلسل “المصير، قلوب في صراع، وعائلة “السي سليمان”. وكان آخر ظهور لها في مسلسل” دموع القلب” الذي عرضه التلفزيون الجزائري سنة 2014، وتقاسمت فيه دور البطولة مع القديرة بهية راشدي، رانيا سيروطي، مصطفى لعريبي، وفريدة كريم.
تمكنت نادية طالبي بفضل تميز أدوارها من افتكاك احترام تقدير الجمهور وزملاء الميدان حيث رافقت أسماء كبيرة خلال مسيرتها الفنية التي بدأتها مبكرا على يد الفنان الراحل عبد القادر علولة، الذي منحها دورا في مسرحية” السكك الحديدية”، حيث وقفت على الخشبة لأول مرة في سنة 1964، وتقاسمت الركح مع كبار نجمات المسرح الجزائري أمثال كلثوم، نورية، وفريدة صابونجي كما وقفت إلى جانب الفنان حسان الحسني في “آخر صورة”، وامرأة لابني” للمخرج علي غانم.
حظيت بتكريم خاصة من طرف الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد مع رويشد وكلثوم ونورية، ومثلث الجزائر في أكبر المهرجانات الدولية والعربية وأبرزها مهرجان كان، الذي منح السعفة الذهبية لفيلم “وقائع سنين الجمر” للمبدع لخضر حمينه واحتفي بها كضيف شرف عن فيلمها” ريح الرمال” مع نفس المخرج لحضر حمنية.

شاهد أيضاً

فلسطين المغدورة نص الراحل كاتب ياسين و إخراج المايسترو أحمد رزاق في مسرح تيزي وزو