بحثا عن الحداثة المسرحية؟!!

تنشيط . د. مصطفى رمضاني / المغرب

هل هناك وصفة جاهزة للعرض المسرحي الحداثي؟ انطلاقا من هذا التساؤل نشط أ. د. مصطفى رمضاني من دولة المغرب (أكاديمي والناقد والمؤلف المسرحي) منتدى المسرح الوطني الجزائري (TNA Forum)، في محاولة منه للوصول إلى مفهوم صحيح حول إشكالية الحداثة في المسرح، معتبرا أنه ليس هناك وصفة جاهزة للعرض المسرحي الحداثي، وعن مصطلح الحداثي يري في أنها تتحدد بإجرائيته على المستوى الإبداعي لصانع اللعبة المسرحية، من خلال توظيف الأدوات مع توافر شروط التفرد، والأصالة، والمغايرة، واختراق الممكن، والانفصال عن النمطية، فمن ذلك يكون العبور على الحداثة…

موضحا في طرحه أنه لا مجال لطرح مسألة علاقة الشكل بالمضمون في الخطابات الحداثية، لأن الأساس هو ضرورة ربط آليات الإبداع بالمجتمع استنادا إلى قاعدة التأثر والتأثير، مع التأكيد المسبق على جعل أنا المبدع هي المحرك الأساسي والمشكل الأول لتلك الآليات حتى تحقق صفة الخصوصية والتميز، معللا ذلك نّ أنّ الحداثة المسرحية كما يتصورها ليست حداثة مضامين أو أشكال، بقدر ما هي حداثة رؤية للعالم بالمعنى الذي يحدده اللساني “كَولدمان”.

وقد جاءت التدخلات مؤكدة على أنّ الحداثة دعوة إلى رفض النمطية والنموذج والقوالب المعدة سلفا في إنتاج العمل المسرحي، في حين رأى من وجهة نظره أن هذه المواقف تعتبر الحداثة حداثة أشكال وما الشكل خارج سياق معين ومضمون معين كذلك، بمعنى أنّ علاقة الشكل بالمضمون لم تعد قضية خطاب الحداثة بالأساس، لأن ما يمز كل خطاب إبداعي أو نقدي هو أصالة وجهة نظر صاحبها وتميز أسلوبه؛ والأسلوب هو الرجل نفسه كما نعلم، به نتعرف شخصية الكاتب ونميزه عن غيره، ونكتشف حداثته من عدمها.

مستخلصا في النهية أن اليوم ونحن ننظر إلى العمل المسرحي ينبغي البحث عن مظاهر التفرد فيه وعبقرية الابتداع والإضافة، لأن ذلك بحسبه هو السبيل إلى خلخلة الثابت والنمطي والمبتذل، مضيفا أنّ هذا أمر لا يتأتى إلا بالاجتهاد والموهبة، وهما مدخل أساسي لتحقيق شعرية الكتابة، وحين تتحقق تلك الشعرية يمكن الحديث من ثم عن الحداثة…
                                                                                     – س. ب.

شاهد أيضاً

برنامج الأعمال المسرحية للمسارح الجهوية بقاعة العروض “مصطفى كاتب”

تحت إشراف السيد وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي وفي إطار الإحتفالات بسبعينية إندلاع الثورة …