قدم المسرح الجهوي قسنطينة، ضمن برنامج المنافسة الرسمية لمهرجان المسرح المحترف في دورته الـ 17، مسرحية “الثائرون” نص لجلال خشاب، إخراج كريم بودشيش، وسينوغرافيا لبوخاري حبال.
وتجسد المسرحية قصة كفاح الثائر القبائلي “أرزقي أو البشير” في الفترة الممتدة من 1845 إلى فترة إعدامه سنة 1895، ونضاله ضد المستدمر الفرنسي في إحدى المداشر بمنطقة القبائل الكبرى، وتنطلق المسرحية بظهور شخصية الراوي لـ “محمد طاهر زاوي”، الذي قام بتهيئة المتفرج للدخول في أجواء المسرحية من خلال إلقاء شعري، فجر فيه الإمكانات النظمية للغة العامية، ثم تراجع كي تأخذ القصة مجراها.
تبدأ أحداث المسرحية في دشرة يعاني أهلها من استبداد أعوان المستدمر الفرنسي، وخاصة ما كان يعرف في تلك الفترة بـ “القياد”، ويقوم أحد أولئك بمنع أهل الدشرة من استغلال الغابة من أجل الاحتطاب والرعي، الأمر الذي يؤدي بهم لاستدعاء شيوخ القرية “تاجماعت” وطلب اجتماع معهم من أجل حل المشكلة. تتواصل أحداث المسرحية وتصل رسالة “أرزقي” من خلال تاجماعت إلى الحاكم الفرنسي، ما يعقد الأحداث، ودفع أعوان المستدمر لتلفيق تهمة باطلة لأرزقي، فيجد نفسه ماضيا في رحلة ثورة ضد المحتل، وثأر من القايد.
وفي خضم رحتله، يصادف أرزقي الاخوة “عبدون”، ما يجعل رحلته تتحول من رحلة ثأر إلى رحلة ثورة ضد المستدمر الفرنسي، وبعد أن يستشهد ابن أحد الإخوة عبدون، يتم القبض على أزرقي او لبشير والحكم عليه بالإعدام.
من الناحية الفنية، ارتكزت “الثائرون” بشكل كبير على استنطاق إمكانيات اللهجة العامية، وتفجير ما فيها من قدرات شعرية من خلال القصيدة الشعبية، وهو ما تجلى على لسان الراوي وشخوص المسرحية، مسرحية تميزت بسينوغرافيا مدروسة بعناية، خاصة من خلال الأزياء التي صممها بوخاري حبال.