قدم المسرح الجهوي سيراط بومدين سعيدة، أمس، خلال المنافسة الرسمية لمهرجان المسرح المحترف في طبعته الـ 17، مسرحية بعنوان “الاختيار”، نص محمد بورحلة، إخراج محمد فريمهدي، سينوغرافيا عبد الله كبيري، موسيقى عبد القادر صوفي، وتمثيل كل من رضا تخريست، سارة رزيقة، جمال عوان، فتحي مباركي، محمد قادم، عباسية عميري، حميد بوقطوف.
تعالج المسرحية موضوع مشاركة المثقفين الجزائريين في الثورة الجزائرية، ويتجلى ذلك في شخصية “الهادي”، وهو طبيب يتم الاتصال به من طرف جبهة التحرير الوطنية، لكنه يتردد في الانضمام، وبفعل ضغوطات من زوجته المنضمة سرا للجبهة، ومن الضابط الفرنسي الذي يلاحقه، يغوص مهدي بالمتفرج أكثر في دوامة الشك، التي تتحول إلى يقين.
مع توالي المشاهد، يكتشف المتفرج أن “الهادي” لم يكن مترددا أو جبانا، إنما عانى من صدمة تعذيبه أيام دراسته الجامعة بعد مظاهرات 1945، ليتغلب فيما بعد على تلك الصدمة وينضم للجبهة بعد بيان الطلبة الجزائريين سنة 1956، مبينا الموقف الصامد للمثقفين الجزائريين إبان ثورة التحرير الكبرى.
تميزت “الاختيار” بحبكة استخدمت حيلة الارتداد الزمني، ففي بداية العمل يظهر شيخ يستخرج بعض الوثائق من صندوق قديم، ويشرع في قراءتها، ومن تلك النقطة ينطلق العمل الذي يتطرق لمختلف مراحل حياة مهدي مذ أن كان طالبا إلى لحظات شكه، ثم انضمامه للجبهة، إلى غاية وفاة زوجته الذي دفعه في نهاية المطاف لاستذكار القصة.
أما من الناحية الخطابية، فقد قدمت “الاختيار” فلسفة ما بعد كولونيالية بامتياز، وعملت على تفكيك العديد من ادعاءات الاستعمار الفرنسي، على غرار، مقولة أن الشعب الجزائري شعب جاهل وبحاجة “للتنوير” و”التحضر”، ومقولة تواني المثقفين الجزائريين عن الثورة، وتتلخص مظاهر تفكيك هذه المقولات، في الخطاب الذي ألقاه مهدي بطريقة منهجية، جز فيها رؤوس الكتاب الذي أسسوا للفكر الكولونيالي المبني على عقدة الاستعلاء.
تعالج المسرحية موضوع مشاركة المثقفين الجزائريين في الثورة الجزائرية، ويتجلى ذلك في شخصية “الهادي”، وهو طبيب يتم الاتصال به من طرف جبهة التحرير الوطنية، لكنه يتردد في الانضمام، وبفعل ضغوطات من زوجته المنضمة سرا للجبهة، ومن الضابط الفرنسي الذي يلاحقه، يغوص مهدي بالمتفرج أكثر في دوامة الشك، التي تتحول إلى يقين.
مع توالي المشاهد، يكتشف المتفرج أن “الهادي” لم يكن مترددا أو جبانا، إنما عانى من صدمة تعذيبه أيام دراسته الجامعة بعد مظاهرات 1945، ليتغلب فيما بعد على تلك الصدمة وينضم للجبهة بعد بيان الطلبة الجزائريين سنة 1956، مبينا الموقف الصامد للمثقفين الجزائريين إبان ثورة التحرير الكبرى.
تميزت “الاختيار” بحبكة استخدمت حيلة الارتداد الزمني، ففي بداية العمل يظهر شيخ يستخرج بعض الوثائق من صندوق قديم، ويشرع في قراءتها، ومن تلك النقطة ينطلق العمل الذي يتطرق لمختلف مراحل حياة مهدي مذ أن كان طالبا إلى لحظات شكه، ثم انضمامه للجبهة، إلى غاية وفاة زوجته الذي دفعه في نهاية المطاف لاستذكار القصة.
أما من الناحية الخطابية، فقد قدمت “الاختيار” فلسفة ما بعد كولونيالية بامتياز، وعملت على تفكيك العديد من ادعاءات الاستعمار الفرنسي، على غرار، مقولة أن الشعب الجزائري شعب جاهل وبحاجة “للتنوير” و”التحضر”، ومقولة تواني المثقفين الجزائريين عن الثورة، وتتلخص مظاهر تفكيك هذه المقولات، في الخطاب الذي ألقاه مهدي بطريقة منهجية، جز فيها رؤوس الكتاب الذي أسسوا للفكر الكولونيالي المبني على عقدة الاستعلاء.