تنشيط أ. د. حسن تليلاني
نشط أ. د. حسن تليلاني (باحث، أستاذ حامعي ومؤلف مسرحي)، عشية الاحتفاء باليوم العالمي للمسرح الموافق لتاريخ 27 مارس، منتدى المسرح الوطني الجزائري (TNA Forum)، موضحا في مقدم مداخلته أنّ المناسبة تعد فرصة -بالنسبة لمسرحنا الجزائري- للتأمل والمساءلة حول المنجز المسرحي الجزائري الذي سيحتفل العام القادم بمرور مئة سنة على بدايته، حيث يرى أنّ الميلاد الحقيقي للمسرح الجزائري كان بفضل الزيارات التي قامت بها بعض الفرق المسرحية العربية للجزائر مثل فرقة جورج أبيض سنة 1921، الأمر الذي شجع الجزائريين على تأسيس جمعيات وفرق مسرحية استطاعت بعد جهود متواصلة استنبات فن المسرح بشكله الأوروبي في التربة الجزائرية، وذلك بداية من عام 1926 حيث يعد “سلالي علي” المدعو “علالو” و”محي الدين بشطارزي” و”رشيد قسنطيني” من أبرز رواد المسرح الجزائري الأوائل.
وقد أوضح على أنّ المسرح الجزائري منذ تأسيسه تميّز بالطابع الشعبي وتأثره الواضح بالتراث، كما تميز في مضامينه وأهدافه بإصلاح المجتمع ومقاومة الاستعمار الفرنسي، حتى أن قادة الثورة قاموا بإنشاء ما عرف بالفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني عام 1958 بتونس أوكلت لها مهمة التعريف بالقضية الوطنية الجزائرية للرأي العام العالمي، ليعرج على أهم المحطات التي يزت مسيرة المسرح الجزائري بعد الاستقلال في إيجاد هوية له تنبع من تطلعات الدولة الجزائرية المعاصرة.
وعن ميلاد الحركة المسرحية التي تمتد إلى غاية الساعة اعتبرها أنها حدثا بارزا أثرى ويثري الحركة المسرحية الحالية على منصات المسارح الجهوية السابعة عشر إضافة إلى المسرح الوطني الجزائري، مشيرا إلى أنّ تلك العروض المسرحية المنتجة على مستواهم وكذا من قبل الفرق المسرحية الحرّة واجهة وطنية ودولية لما يجري في أرض الجزائر من حراك ثقافي خلاق، حيث توجت بعديد الجوائز الدولية…
كما أشار أ. د. تليلاني في تدخلاته إلى أن المسرح الجزائري الذي نشأ مقاوما للاستعمار متشبعا بمبادئ الثورة التحريرية قد ظل خلال مسيرته بمنأى عن أي رقابة سياسية، وقد استفاد المسرح من هذه الحرية فانتهج لنفسه خطا إبداعيا متحررا جعله مجالا خصبا لتقديم تجارب متعددة فيها ما هو متأثرا بالتيارات المسرحية العالمية، وفيها ما هو مستلهما من التراث الشعبي، وقد تفاعلت تلك التيارات كلها ضمن تجارب مسرحية متنوعة حققت المتعة و الفائدة بعيدا عن أي طابع تجاري استهلاكي، لأن المسرح الجزائري في عمومه هادف ملتزم بقضايا المجتمع يتناول مختلف المواضيع السياسية والاجتماعية والتاريخية مراهنا على خلق الوعي لدى الملتقي وتحريضه على تغيير واقعه المعيش.
ليختم تعليقاته على المتدخلين على أنّ المسرح الجزائري خلال السنوات الأخيرة قد تأثر كغيره من مسارح العالم بظاهرة مسرح ما بعد الدراما حيث تراجع حضور النص الأدبي المكتمل، ليفسح المجال لطغيان السينوغرافيا والاستخدام المفرط للوسائط السمعية البصرية ضمن التيار الجديد من التجارب المسرحية الشبابية التي تدعوا لأولوية الجمال الفني وصناعة الفرجة…
– س. ب.