يرى عارضوا اللّوحات بالمعرض الجماعي على مستوى قاعة “حاج عمر” خلال الفترة 02-30 جويلية 2019 أن للفن لغة يَشعرُ بها العقل ويتذوّقها القلب، وأنّ الحزن بلغة الجمال ليس مجرد جو قاتم وحالة ملل ملؤها السوداوية، بل هو أيضا عالم بلا فن؛ بمعنى حالة من الخنق، ووضعية موحدة وأحادية اللّون، وأيضًا، حينما تكون اللّوحة بالنسبة للفنان خيار بين اثنين، وحضور محملٌ بجام من المواضيع والأشكال والألوان التي تُسعد، وتُزعج أو تتحدى، وتأخذ الذهن إلى الأفق اللامتناهي لسماء تزعم أنها غاضبة من الجدران ومن حامل اللّوحات، هنا يمكن للجميع أن يطرب ويسر فقط.
على ضوء هذا جاءت أنغام المعرض الجماعي لخمسة وأربعين (45) عارضا في جو مفعم بالكرم حتى يعبروا عن أنفسهم، وللتعريف أو الجمع بين مواهبهم، ولفتح باب الحوار مع الجمهور، والتفتح على الآخر…
بقاعة المعارض “حاج عمر”
معرض شكون أنا ؟ Qui suis-je))
افتتحت قاعة المعارض “حاج عمر” بالمسرح الوطني الجزائري “محي الدين بشطارزي” بمعرض تشكيلي معنون بـ “شكون أنا؟ ?Qui suis-je” وبتوقيع ريشة الفنانة التشكيلية “هند زيور”، وذلك خلال الفترة الممتدة من 16 ماي إلى 29 جوان 2019 بتشكيلة تحتوي على 31 لوحة فنية منجزة باستعمال مختلف التقنيات والخامات على غرار: الألوان الزيتية والمائية والباستيل، وبتقنية السّكين واللّسق collage…) و40 رسمة، طارحة تساؤلا حول عشرية كاملة من مسيرة هند الحياتية، “من أنا؟” سؤال عميق ومعقد رغم بساطة تركيبه…
هند زيور تشكيلية تنتمي إلى الحركة الفنية التي تعرف ب “الوشام” التي بزغت بعد الاستقلال، حيث صنّفت ضمن التعابير التشكيلية الفنية التي تسائل الهوية الجزائرية من خلال العلامة والرمز، موظفة بذلك الموروث الشعبي في صيغ جمالية مبتدعة بلمسة مؤنثة، أما أسلوبها فيمكننا القول عنه أنّه نقطة التقاء بين مجموعة من التأثيرات كالفن التشكيلي الحديث من نسق الــ “POP” بدون أية حواجز أو نزاعات مثل “جان ميشال باسكيا”، وكذا التيار التجريدي “بيكاسو”، أما ألوان هند البسيطة ذات الصّلة الوثيقة بالمجتمع، فتتباين لتكون مصدرا لتناقضات عديدة تعبر عن السرور والبهجة، العنف والإشعاع…