قال الكاتب مصطفى بن فوضيل إن الكثير يتحدث عن أزمة النص المسرحي في الجزائر،وقد تناسوا دور الرواية في تقديم مادة خام للفن الرابع، وهي وجهة نظر لكاتب جامع بين الفنين.
- كيف تجد مبادرة الرواية في ضيافة المسرح؟
لا يسعني إلا أن أستحسن هذه المبادرة التي تجمع عالم الرواية وعالم المسرح وحتى عالم الشعر قد يقال أنهممتفرقين كثيرا وكثيرا ما نتحدث عن أزمة النص، وانطلاقا من هكذا مبادراتالمتميزة أقف لأول مرة في هذا المقام كروائي في بهو المسرح الوطني الجزائري، الذي يشكل رمز عظيم بالنسبة لي، فأن تقف أمام هؤلاء العمالقة هو شيء مؤثر جدا، والأمر يبدو جزافيا لخلق مساحة بين المسرح والرواية،حيث أمارس الرواية والمسرح معا.
- لماذا لم نحظ بمشاهدة عروضك المسرحية في الجزائر؟
للأسف الشديد ما أكتب من نصوص مسرحية لا تنتج في الجزائر بل أنتجت في القاهرة وفرنسا وبلجيكا وتونس وحتى انجلترا، لأنالنص يصل إلى منتجالمسرح في الخارج عكس الجزائرفهناك تواصل دائم مع كتباتي المسرحيةكما هناك حلقة مفقودة، حيث لا نعلم أين نوجه نصوصنا هنا في الجزائر، وعليهلابد من نقاشات عميقة لتأسيس حركة مسرحية جديدة، يكون لروائيين طرف فيها، لأن الرواية تحول الحياة إلى فن، اللغة الروائية لا تختلف جذريا عن اللغة المسرحية الشيء الوحيد هو الركح، هذه الطفرة لابد من وجود العزيمة التي خانتني بعض لشيء، وربما هذا المكان سيعطيني الدافع لتقديم نصوصي المسرحية.
- كتباتك المسرحية مستمدة من الواقع الجزائري، ألا يحوز في نفسك أنها لا تقدم للجمهور نفسه؟
صحيح، العروض تقدم أمام الجمهور بتونس، مصر، بلجيكا، فرنسا، ولا تلعب نصوصي أمام الجمهور الجزائري هذا الشيء يحزنني ويؤثر في كثيرا، ولو أن الفن هو عالمي بحد ذاته، لكن حين نتحدث عن أمور من صلب الواقع الجزائري كوجدان لا يمكن أن تفهم إلا من أبناء جلدتي التي يتلقونها بصفة خاصة.
- مع من تعاملت كأشخاص في تحويل نصوصك إلى عروض مسرحية؟
من بينهم خير الدين لرجان مخرج وصاحب فرقة الأجواد بوهران الذياضطر للهجرة،وتم التعاون معه كثيرا، حيث أنتجنا ثلاثة أعمال باللغة الفرنسية، ربما هي الظروف التي تحيط بالعمل المسرحي جعلت أعمالي تقدم في الخارج على حساب الجزائر،وربما هو سوء فهم وسوء الاتصال مني، لكن أنا متأكد أنه بعد هذا اللقاء ستنشأ أعمال جديدة.
- توقع روايتك “بودي رايتنغ” المتوجةبجائزة محمد ديب، حدثنا عن مضامينها؟
“بودي رايتنغ” الصادرة عن دار البرزخ للنشر بتلمسان، تتحدث عن قصة امرأة اسمها مونية توفي زوجها كريم فاطيميفي حادث مرور أمام المبنى في العاصمة “الشاطو” برايس حميدو وترك أعمال كثيرة لم تنشر منها أدبية ويوميات وأشياء أخرى، هي قصة من وحي الخيال قائمة على علاقة مونية وكريم بعد وفاته، انطلاقا من أعماله التي تكتشفها وكأنها أمام شخص أخر غير زوجها، حتى أن يومياته تطرق فيها إلى أحداث أكتوبر وما حدث في التسعينيات.
- كيف جاء اختيارك لعنوان الرواية؟
“بودي رايتنغ” هو عنوان يشير إلى جنس فني في الفن المعاصر يعنى بالرسم على الجسد وهو فن قائم بحد ذاته وأناأسقطته”الكتابة على الجسد”، في إشارةإلى الجسم الورقي فكريم اختفى لكن أعماله لا زالت موجودة وهو بها حي يرزق أكثر مما كان على قيد الحياة. وكأننا أمام حياة ثانية لشخصية كريم بعد وفاته تكتشفها زوجته مونية من خلال دفاتر يومياته. وهنا افتح قوس أنه من المهم جدا أن تنتشر أعمالنا في كل الولايات الجزائر ولا تقتصر على العاصمة فقط أو على المدن الكبرى.
حوار: صارة بوعياد