العرض الافتتاحي “70 سنة في غرامك” لمّا يرتبط المسرح بالكلمة الحرّة

قدّم المخرج المسرحيّ محمّد شرشال عرض افتتاح الدّورة السّابعة عشرة من المهرجان الوطنيّ للمسرح المحترف، بعنوان ” 70 سنة في غرامك “، حيث شارك فيه عدد كبير من الفنّانين المسرحيّين والمبدعين من أجيال مختلفة، قدّموا لوحات فنّيّة مدّة ساعة وخمسة وأربعين دقيقة، فوق خشبة المسرح الوطنيّ محي الدّين باشطارزي.
وبدأ العرض بمشهد لمسافرين ينتظرون في محطة القطار، وراوي يحكي عن مكانة المسرح وارتباطه بالمجتمع الجزائريّ مستخدما أمثالا وحكما من التّراث الجزائريّ، مع سماع صوت قراءة بيان الفاتح نوفمبر، فظهور شبّان ثائرين يحاكون فترة النّضال والمقاومة ضدّ بطش الاستعمار، مع بروز ضابط فرنسيّ يستجوب شيخا والجنود يفتّـشون منزله، أين وجدوا أسلحة و اقتادوه إلى مركزهم.
وتنوّعت اللّوحات في سرد أحداث متسارعة، ومنها أحد سكّان القرى يشرح كيف سلبه المحتلّ أرضه وكلّ ممتلكاته، ليستشهد لأجلها، متبوعا بوصلات غنائيّة لفرقة الكورال حول تضحيات الشهداء، ثمّ بائع متجوّل يبيع المكسّرات، وحديث الرّاوي عن النّهوض بعد السّقوط أثناء المحن والشّدائد، مع أداء غنائيّ حول المدرسة، فحوار بين رجلين يجسّدان فلسطين وإسرائيل، وهما متخاصمان حول ملكيّة ديك في أحد القرى، ليتدخّل رجل آخر يحمل علم بريطانيا ويدّعي ملكيته لذاك الدّيك.
إلى ذلك، كان العرض ثريّا بصور استحضار الشّخصيّات التي تألّقت وأبدعت فوق خشبة المسرح، مثل محمّد بودية، عز الدّين مجّوبي، توفيق ممّيش وصونيا، وغيرهم من الفنّانين الذين مازالوا واقفين على استمراريّة المسرح.
كما تضمّن عرض ” 70 سنة في غرامك”، القضيّة الفلسطينيّة بتسليط الضّوء على الإبادة الجماعيّة التي يتعرّض لها الشّعب الفلسطينيّ من طرف الصّهاينة مقابل الخذلان العربيّ، حيث تابع الحاضرون مشاهد للقصف الهمجيّ ومعاناتهم المدنيّين والأطفال والنّساء في مخيّمات اللاجئين بعنوان “أمّ البدايات أمّ النّهايات”.
ولم يخلو العرض من بعض الظّواهر والقضايا الاجتماعيّة كالتّضليل والتّعتيم الإعلاميّ، أوضاع الفنّانين، مشاكل عمّال الصّحّة، البيروقراطيّة وسلوكيات بعض المسؤولين وتعاملاتهم التّفضيليّة مع شخصيّات دون أخرى. إضافة إلى مواضيع الإنجاب، والمشاكل المهنيّة للعمّال، ليختتم العرض بحديث الرّاوي عن ارتباط المسرح بالكلمة الحرة.

شاهد أيضاً

الاحتفالية الخاصة بمناسبة اليوم العالمي للمسرح