“الطاهر وطار” (15 أوت 1936 – 12 أوت 2010) كاتب
“الطاهر وطار” كاتب من مواليد 15 أوت 1936 بسدراتة التابعة لولاية سوق أهراس.
تلقى تعليمه الأول بمدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي كان من تلاميذها النجباء، قبل أن ينتقل إلى تونس ويدرس بجامع الزيتونة.
عُرف منذ صغره بميله الشديد للاطلاع على الأدب، وكان قارئا جيدا لمشاهير بوزن جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة، طه حسين والرافعي، وينقل عنه معاصروه، أنّ اهتمامه امتدّ إلى القصة والمسرح مثل ولعه الشديد بأدب السرد الملحمي.
اشتغل وطار منذ خمسينيات القرن الماضي في حقل الصحافة، حيث أسّس عدة جرائد ومجلات، بالتزامن، تفنّن وطار في الكتابة، فأنجز مسرحيتي: “على الضفة الأخرى” و”الهارب”، إضافة إلى قصة “الشهداء يعودون هذا الأسبوع” التي استلهمها امحمد بن قطاف وأخرجها زياني شريف عياد للمسرح الوطني الجزائري عام 1987.
وأبدع وطار عشرات الروايات على مدار أكثر من نصف قرن، وتمت ترجمة أعماله إلى عشر لغات أجنبية مثل: دخان من قلبي (1961)، رمانة (1971)، الطعنات (1971)، اللاز (1974)، الزلزال (1974)، الحوّات والقصر (1978)، العشق والموت في الزمن الحراشي (1982)، عرس بغل (1983)، تجربة في العشق (1989)، الشمعة والدهاليز (1995)، الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي (1999)، الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء (2005)، إضافة إلى مذكراته “أراه…الحزب وحيد الخلية”، وهو مؤلف أثار الكثير من الضجيج، إضافة إلى ترجمته ديوان “الربيع الأزرق” للشاعر الفرنسي “فرنسيس كومب” (1986).
أنشأ وطار في تسعينات القرن الماضي جمعية الجاحظية الثقافية التي عُدّت على الدوام مقرا للمبدعين وقبلتهم المفضّلة، وكانت آخر سنوات وطار مسكا، إذ حفلت بالمنجزات، حيث نال جائزة الشارقة لخدمة الثقافة العربية عام 2005، قبل أن يفوز بجائزة الرواية لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية لـ 2009، حيث أبان وطار عن قدرة تجريبية هائلة مزجت الأصالة بالواقع الاجتماعي، ناهيك عن جرأته في بناء الشخصيات والأحداث في معالجة قضايا محلية وبيئية بلغة متطورة تقارب في روحها العامة كلاسيكيات الرواية.
واشتهر وطار أيضا بنضاله ودفاعه المستميت عن لغة الضاد، كما رفض التخندق خلف المحلية، لذا حرص على كسر حواجز الجغرافيا والقراءات المبتورة للتاريخ، وظلّ “الولي الطاهر” حريصاً على تفعيل النقاش العام حول القضايا السياسية والاجتماعية والفكرية، رافعاً شعاره المتميز: “لا إكراه في الرأي”.
ورغم معاناته من المرض وملازمته الفراش بالجزائر وفرنسا منذ عام 2009، إلا أنّ وطار حرص على إبقاء إبداعه حيا إلى آخر لحظات حياته، حيث أنجز روايته الأخيرة “قصيد في التذلل” (2010) التي عُدّت علامة فارقة في مسيرة الطاهر وطار الحافلة بالأعمال.
رحل وطار بعد مرض عُضال عصر 12 أوت 2010 بالعاصمة.