أيام مسرح الجنوب/ 2018

يتأهب المسرح الوطني الجزائري “محي الدين بشطارزي” لاحتضان الطبعة الثامنة لتظاهرة “أيام مسرح الجنوب” التي اختير لها شعار “الممارسة المسرحية الجزائرية في الجنوب.. تجارب وآفاق”، في الفترة الممتدة من 25 إلى 29 مارس القادم.
وستتضمن هذه الدورة الجديدة من التظاهرة ولأول مرة مسابقة في الكتابة المسرحية، علما أنّ الخامس فيفري 2018 كان آخر أجل لاستقبال النصوص المسرحية وطلبات المشاركة، وقد أسهمت هذه التظاهرة في مضاعفة عدد الجمعيات المسرحية الجنوبية، فبعدما كانت 6 فقط قبل ثماني سنواتٍ، أصبح عددها اليوم يقارب الخمسين جمعية.

التظاهرة:
تشق تظاهرة “أيام مسرح الجنوب” خطوات ثابتة نحو غد ركحي مشرق لأبناء صحراء الجزائر الكبرى، وبعد 7 أعراس حافلة ما بين سنتي 2008 و2015، يستحضر الحدث رونقه هذا الربيع عبر دورة ثامنة واعدة اعتبارا من مساء 25 مارس 2018.
لحظة الميلاد كانت في عام 2008، حيث أسهم الفنان الراحل “امحمد بن قطاف” في استحداث أيام مسرح الجنوب التي تم تفعيلها كفضاء لاستكشاف التجارب المسرحية في الجنوب وإبراز التراث الشعبي المحلي الأصيل. ومع التراكم والامتداد والتلاقح والنقد والتوجيه، كشفت فعاليات الدورات السبع السابقة عن تطور ونضج الأعمال المعروضة، وأتى هذا الارتقاء بإجماع عدة متابعين لإنتاجات الحركة المسرحية في الجنوب بألوانه الزاخرة عبر كوكبة نفيسة من التجليات، على غرار جمعية فرسان الركح للفنون المسرحية من أدرار، جمعية النصر لفنون العرض بورقلة، جمعية الدرب الأصيل الثقافية للأغواط، وجمعية عشاق الخشبة للفنون الدرامية بالوادي.
ولا ينبغي استثناء التعاونية الثقافية للمسرح فن وتكنولوجيا النعامة، وجمعية ركح الواحات الثقافية لورقلة، فضلا عن عطاءات أبناء المسرح لعروس الزيبان بسكرة، في صورة جمعيات البحوث الفنية، وأضواء للفنون الدرامية والمسرح الجوّال وآفاق للفنون المسرحية بسيدي خالد، على سبيل المثال لا الحصر.
التميّز :
تتفرّد أيام مسرح الجنوب بتوظيف التراث، هذا التراث كتب الركح الصحراوي برماله وجعله يمشي حافيا دون خوف تحت أشعة الشمس الحارة، وينظر إلى البعيد، كما خلق من فنانيه ذواتاً وكينونات طامحة إلى الذهاب إلى ما وراء هذا التراث، كما لم ينس مسرحيو الجنوب أنّ هذا التراث هو الذي قدمهم إلى المتلقين بعد كفاحات وسط شساعة الصحراء الواسعة والتدريبات الشاقة على الهواء الطلق بين الرمل والأشجار وروائح التمور، وهو ما يفسر قدرة الشيخ عقباوي، عبد القادر عزوز، وهيبة باعلي، عبد القادر رواحي وغيرهم، على نقل تلك الأجواء الصحراوية باقتدار إلى المتفرجين.
واتسمت عروض الأعداد من 2008 إلى 2015، مرورا بدورة مغنية 2011، بالتميز في الأداء والسينوغرافيا والإخراج، وفق تأكيدات النقاد والمسرحيين، وحضر الفكر المسرحي بقوة، بينما زاد شغف شباب الجنوب في معانقة القمة عبر مواضيع جذابة قدمت بأساليب مدروسة ولغة سليمة وديكورات بسيطة تعاطت مع تيمات الوطنية والعاطفة وسائر متاهات وتناقضات الإنسان في مواجهة قدره.
المؤشر:
تبقى تظاهرة “أيام مسرح الجنوب” مؤشرا دوريا على مختبر حقيقي ينطوي على أكثر من بعد تكاملي استشرافي لتأطير العمل الثقافي والفعل المسرحي في الجنوب بمخزوناته الفكرية والمعرفية الثرية وسط ولايات نائية مثل تمنراست وغرداية وأدرار والأغواط والنعامة وبسكرة والبيض وتندوف التي تنعدم فيها الهياكل وتتضاءل فيها الإمكانيات في معزل عن المشهد العام، وهو واقعٌ تفرضه الجغرافيا في بلد يمتدّ على مساحة قارّة.

 

شاهد أيضاً

الاحتفالية الخاصة بمناسبة اليوم العالمي للمسرح