فقد المشهد الفني الجزائري الفنان الكبير أحمد بن عيسى، يوم الجمعة 20 ماي 2022، صاحب المسار التمثيلي الكبير في فنون المسرح والسينما والتلفزيون، والذي كان لا يفوت فرصة لحضور أهم المهرجانات المسرحية والندوات الثقافية، والعروض السينمائية والمشاركة فيها بإدلاء تصوراته وأفكاره وطرح أسئلته.
حتى وإن تقدم العمر به، لم يكن للممثل والمخرج المسرحي أحمد بن عيسى أن يفوت أهم الأحداث الثقافية في الجزائر، أو في فرنسا، حتى أن وفاته كانت عشية حضوره فيلم، ضمن مجريات مهرجان كان السينمائي الـ75، هذه العلاقة العجيبة للراحل لا يتميز بها أغلب الفنانين من جيله أو غيره، إنه شديد الالتزام بدوره كوجه فني وثقافي بارز، بتواجده في هذه المحافل ليكون متوفرا للمواهب الشابة ويقدم تشجيعه وخبرته ونقده، كما كان مساهما للعديد من الأفلام القصيرة التي أخرجها بعض الشباب في بداية مشوارهم.
وبرحيل هذا الفنان المتمرس المولود في 2 مارس 1944 بولاية تلمسان، ستفتقد قاعات السينما وخشبات المسارح وجمهورهما وجها بارزا في الحياة الفنية الجزائرية، وقد ترك أعمالا عديدة، وكانت له أعمال في فرنسا على غرار مسرحيات “فاجعة الملك كريستوف” لجان مارك سيرو، “الأسلاف يزدادون ضراوة” لكاتب ياسين، “أنظر إلى الحيطان وهي تسقط” لجان لوي بريناتي، كما عمل كمساعد مخرج في عدة مسرحيات أخرى.
في الجزائر، ومنذ عام 1971 تعاقد أحمد بن عيسى مع المسرح الوطني الجزائري، مع رفيق دربه سيد أحمد أقومي، وأسهم تعامله مع علولة، مجوبي، الحاج عمر، محمد بودية، مصطفى كاتب، ولد عبد الرحمن كاكي، وياسين كاتب، في تشكيل وعيه المسرحي كممثل وكمخرج.
من أبرز أعمال أحمد بن عيسى كممثل مسرحي هي “غرفتان ومطبخ” لعبد القادر سفيري، “132 سنة” لولد عبد الرحمان كاكي، و”النقود الذهبية” لعبد القادر علولة.
ومثلما برع في التمثيل، اشتغل الراحل خلال مسيرته على إخراج عدد من المسرحيات، للمسرح الوطني الجزائري، ومسارح جهوية، على غرار “الزيتونة” عن نص محمد بودية و”الطير الأخضر” لـكارلو ڨودزي، إضافة إلى “عجاجبية وعجائب” (1986)، “وصية دمنة” للأطفال (1994) وأعاد تقديمها في 2004، “الثمن” (2000)، “المغارة المنفجرة” (2007) و”المفترسون” (2008)، إضافة إلى “الرتيلة” مع مسرح عنابة الجهوي و”نجمة”، و”الحب المفقود” للمسرح الوطني الجزائري (2015).