omaradmin
ولد أحمد بن عيسى مدينة ندروما في 1مارس 1944 وتربي في مدينة بالعباس. أحب المسرح منذ الصغر و غادر إلى العاصمة في سن مبكرة ( 17 سنة ) للالتحاق بالمسرح و شارك في 1964 بتربص تكويني بسيدي فرج من تنظيم المسرح الوطني رفقة مجموعة من عظماء الفن الجزائري و تلقى لاحقا تكوينا أكاديميا بفرنسا .
بدأت تلك المسيرة من الفنّ الرابع عام 1964؛ حيث شارك في عروض مسرحية في مدينتَي الجزائر – مسقط رأسه – ووهران، مع أسماء بارزة في هذا المجال: كاتب ياسين، ومحمد بودية، وعز الدين مجّوبي، وامّحمد بن قطّاف، وصونيا، قبل أن يتولّى في، منتصف التسعينيّات، إدارة المسرح الجهوي لمدينة سيدي بلعبّاس في الغرب الجزائري.
ومثلما شارك في العشرات من الأعمال المسرحية، كانت لبن عيسى – بحضوره الكاريزمي وصوته الجهوري – مشاركاتٌ مستمرّة في العشرات من الأفلام السينمائية؛ مع الجيل القديم من مُخرجي السينما الجزائري من أمثال عبد الرحمن بوقرموح (كحلة وبيضا)، وسيد علي مازيف (ليلى والأُخريات)، ومرزاق علواش (نورمال، وحرّاقة)، وأحمد راشدي (مصطفى بن بولعيد، وكريم بلقاسم)، ووصولاً إلى مُخرجي الجيل الجديد؛ رشيد بوشارب (خارجون عن القانون)، ثمّ مع المخرجين الشباب؛ مونيا مدُّور (بابييشا)، وعمّار سي فوضيل (دم الذئاب).
حضوره الكبير في السينما و التلفزيون، لم يكُن سبباً في قطع صلته بخشبة المسرح التي ظلّ قريباً منها إلى غاية رحيله، وهو الذي كان قد أطلق، قبل سنوات، مشروعاً بعنوان “نجمة”، بهدف تقريب المسرحيّين الشباب من نصوص كاتب ياسين، من خلال الاشتغال عليها بلهجة عامّية يفهمها الجميع.
غادرنا بن عيى بعد أكثر من 50 سنة من العطاء في مثل هذا العمر و قبل سنة في 20 ماي 2022 بسبب وعكة صحية في فرنسا أثناء مشاركته في مهرجان “كان” ، لتفقد الساحة الثقافية في الجزائر قامة فنية عظيمة كرست حياتها لخدمة الثقافة و الفن الجزائري.
السينوغراف العالمي الجزائري عبد القادر فراح بصمة من ذهب في المسارح العالمية
الفنان عبد القادر فراح من المحلية إلى العالمية، ولد يوم 26 ديسمبر 1926 بقصر البخاري، بولاية المدية. هذا السينوغرافي العالمي المعروف بذكائه الحاد وذوقه الرفيع، تعلم الرسم وتصميم الديكور والملابس بجهوده الخاصة. عاش كل حياته يحلم ببناء مسرح حديث حقيقي والرفع بقطاع المسرح في الجزائر، مساهما بخبراته وكفاءاته الكبيرة التي تمتع بها في ميدان المسرح.
هاجر الفنان إلى فرنسا وانغمس في حياة الفن، اشتغل فيها مديرا لدراسات الديكور، وتصميم الملابس بالمدرسة الوطنية العليا للفنون الدرامية بستراسبورغ فرنسا. وفي الفترة ما بين 1961 إلى 1965 انضم إلى فرقة شكسبير الملكية بلندن، ثم عمل في مسرح ستراتفورد، ثم أصبح مديرا للدراسات الخاصة بتصميم الديكور والأزياء في المدرسة الوطنية المسرحية بمونتريال كندا سنة 1968.
وفي عام 1971 عمل أستاذا بالمدرسة الوطنية الفنية المركزية بلندن، ليعود بعدها إلى فرقة شكسبير الملكية، مواصلا نشاطه معها.
أنجز عبد القادر فراح أكثر من 300 عمل مسرحي عالمي متميز مصاحبا لأكبر المخرجين المسرحيين، فهو لم يصمم فقط الديكورات والأزياء بل أيضا أغلفة الكتب والأسطوانات الموسيقية، حتى أن أعماله وتصاميمه عرضت في عدة معارض دولية بموسكو.
لم يترك فراح بصمته في المسرح العالمي والجزائري فقط بل كانت له مواهب عديدة، فقد ألف 17 قطعة موسيقي، كما صمم أغلفة كتب كتاب مسرحيين، ولديه مقالات متناثرة في الصحف والجرائد العالمية والجزائرية، كما ألقى محاضرات عديدة في كندا، موسكو وأيضا الجزائر، بالإضافة إلى كونه رساما تشكيليا له عدة لوحات فنية.
عاشر هذا الرجل الفنان ثقافات عديدة ومختلفة امتلك بفضلها شخصية قوية ونظرة ثاقبة وأيضا تفكيرا معاصرا ترجمه في كل أعماله، التي حصدت عدة جوائز دولية منها: جائزة لأفضل عروض السنة على مسرحية “دائرة الطباشير القوقازية” في عام 1958م، جائزة التحالف الفرنسي اقترحها أندريه مالرو ورفضها الفنان عبد القادر فراح احتجاجا على احتلال فرنسا للجزائر في عام 1960م، جائزة مدرسة المسارح الوطنية بكندا في عام 1968 م، و أيضا جائزة النقد اللندنية السنوية لأفضل تصميم مسرحي لعام 1971م، جائزة أفضل عرض مسرحي سنوي بباريس لمسرحية ريتشارد الثالث لفرقة شكسبير الملكية في 1972، جائزة من قبل مديري المسارح اللندنية لمسرحيتي هنري الخامس وهنري السادس في عام 1976م، جائزة النقد النمساوية قدمها مسرح بورج النمساوي بفيينا لمسرحية ترولوس وكرسيدا لشكسبير في 1978م، وجائزة منظمة مديري المسارح اللندنية لمسرحية “الدمية الكوميدية الموسيقية” لفرقة شكسبير الملكية في عام 1982.
غادر فراح الجزائر صغيرا، لكنه بقي مخلصا لجذوره الجزائرية وثقافتها المتنوعة، لتبرز في جل تصاميمه، قال فراح يوما، عن جذوره، في حوار له مع الكاتب عمر آزراج والذي نشره في كتابه ” عبد القادر فراح فنان أصيل في زمن بخيل”: كرجل مسرحي كنت منخرطا بصفة كليه في هذا المضمار، حتى تمكنت من بناء تركيبة تصل جذوري الثقافية بكل تاريخ الحضارة البشرية على مدى عشرين قرنا. عندما صممت بعض المسرحيات الإغريقية تذكرت أزياء نساء جبال الأوراس والصحراء، ووظفتها في تلك التصاميم. وهذا مثال واحد فقط”.
لهذا وقبل رحيله في ال 20 من ديسمبر 2008 ببريطانيا، أوصى فراح بهبة جد متميزة للمسرح الوطني الجزائري تضمنت جزءا كبيرا من مكتبته بعناويين مرجعية في المسرح والثقافات، وأيضا أشرطة فيديو ومقتنياته من الأسطوانات الموسيقية، لتكون ارثا كبيرا يستلهم منه الباحثون وعبرة لكل الأجيال الصاعدة في مجال
المسرح.
عبد الناصر خلاف/ ناقد مسرحي
سنة 1989 خلال أيام عنابة المسرحية، التقيت بالسينوغراف ” عبد القادر فراح” السينوغرافي العالمي والقامة المسرحية الكبيرة، وتفاجأت بوجود قامة جزائرية برويال شكسبير، وأيضا محترف في مجال صعب ومختلف كالسينوغرافيا.
نحن نعرف أن هذا المجال في تلك الفترة كان جد صغير في الجزائر وما لا توجد فيه أسماء كبيرة، ولما نقولوا فراح يجب تذكر أنه جاء من قصر البخاري هذه المدينة الصغيرة بالمدية، لذا أنا كل ما أمر بها ” لا أرى قصر البخاري ولكني أرى بعض الجبال ترسم صورة وابتسامة عبد القادر فراح”.
في أيام عنابة المسرحية شاركت في ورشة عن السينوغرافيا كان هو منظمها ومؤطرها، تعلمنا منه واكتسبنا كل ما هو جميل وراقي في مجال السينوغرافيا والمسرح. مع مرور كل هذا الوقت الطويل اكتشفنا أنه مثل الجزائر أعظم تمثيل.
حتى وصلت أعماله خاصة مع رويال شكسبير مرجع كبير للمسرح العالمي وليس فقط هنا في الجزائر. ” فراح صح هو جزائري ولكنه عالمي”، ولكن الجميل فيه أنه بعد وفاته سنة 2008 أهدى مكتبته للمسرح الوطني الجزائري، ليقول للمسرح الوطني الجزائري” أنت ذاكرتي …. أنت صوتي”، ومن هذا المنطلق أعتقد أنه من الواجب أن نكون أمناء وأوفياء لذكراه وعلمه الذي سيبقى تحت تصرف الباحثين بإشراف المرح الوطني الجزائري.
بوبكر سكيني / ناقد مسرحي
هذه الشخصية الفنية التي استطاعت أن تحجز لها مكانة عالمية بكل المقاييس، حين ترجلت قدماها على خشبة “فرقة شكسبير الملكية” بلندن وعلى أبعادها رسم موهبته في تصميمات سينوغرافية وتشكيلات ملحقة للعروض المسرحية… فهذا المولود ببلدة تنعت بوصف المستشرقين لها بمدينة الشمس “قصر البخاري”، حيث أخذ منها عبد القادر فراح القبس وأشع بشعلته المبدعة على مسارح العالم… وبهذا استحق المكانة ضمن كبار السينوغرافيين العالمين إلى جنب “سڤوبودا ويانيس كوكوس”، بل هو ليس مصمم ديكور وأزياء وأقنعة وفقط، وإنما هو متعدد المواهب، فنجده كاتبا موهوبا له مؤلفاته الأدبية على صفحات المجلات الفرنسية والجرائد الجزائرية التونسية… والراصد لمساره الإبداعي يدرك إنجزاته لأكثر من ثلاثمائة عمل فني متميز في حقل تصميم ديكور المسرحيات، والأوبرات، وأغلفة الكتب، والأسطوانات الموسيقية، إلى جنب ذلك من إنجازات الرجل فبموسوعة مصممي القرن العشرين الصادرة في لندن، وشيكاغو في عامي 1982 و1992 ذكر إسم عبد القادر فراح كفنان عربي دون ذكر أي اسم عربي آخر… فهل استطعنا أن نعطي للرجل نحن مكانته التي تليق به كمبدع متفرد بلمسته السينوغرافية العالمية؟
سطر المسرح الوطني الجزائري “محي الدين بشطارزي” برنامجا خاصا مرافقا لشهر رمضان الكريم، المتضمن لمجموعة من عروض مسرحية والحفلات الفنية، وأيضا مجالس ومناقشات خاصة بالمسرح تحت عنوان ” مجالس بشطارزي” من تنشيط الإعلامي عبد الرزاق بوكبة.
يستهل المسرح الوطني الجزائري برنامجه بتقديم عرض الحلقة وهو تركيب لمجموعة من النصوص للفنان الراحل عبد القادر علولة، من تنظيم المسرح الوطني الجزائري والمسرح الجهوي وهران، في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمسرح.
جديد المسرح الوطني هذه السنة تتمثل في عروض خاصة للأطفال، وذلك يوم الأحد 2 أفريل في الساعة 21:30 ليلا مع عرض مسرحية ” أصدقاء من الفضاء من انتاج جمعية الفنون الدرامية ” محفوظ طواهري” مليانة. يليه مشاركة فرقة البادي الفنية بعرض مرآة السلطان والجمعية الثقافية “شباب وفنون” من تبلاط بعرض “اللونجة”.
بخصوص العروض المسرحية للكبار، البداية ستكون مع مسرحية الطوفان من انتاج الجمعية الثقافية و الفتية الشعلة بومرداس، ثم مسرحية قل انك مخطىء مونولوغ مع الفنان شاكر بولمدايس، ستعرض أيضا مسرحية “العازب ” عن رواية ربيعة يوم الأربعاء 05 أفريل في الساعة 22،00 ليلاً، ثم عرض مسرحية ” الفلوكة” الحائزة على الجائزة الكبرى للشهيد حسان بلكيرد في اختتام الأيام المسرحية العربية بسطيف “دورة حسان بلكيرد”، كما توجت بثلاث جوائز بتونس: أحسن عرض متكامل، أحسن نص وأحسن ممثلة في الدورة التاسعة لأيام “فاغا” عربية للمسرح.
ستشارك تعاونية “بورسعيد” الجزائر بعرض مسرحية “الحقار والنكار والنية” من تأليف كل من الفنانين الممثلين ياسين زايدي ونبيلة إبراهيم، وعرض فكاهي ” طيوشة” مع الفنانة نسرين بلحاج، وعرض ” قادرة على شقاها”، في حين سيشارك الفنان زبير بلحر بعرض فكاهي في ” ساعة من الضحك”، ثم عرض مسرحية ” العودة بعد الصفعة” يوم 16 أفريل المصادف ليوم العلم، العرض من انتاج المسرح الوطني الجزائري بمشاركة فرقة ” جذور” للفنون المسرح والمواهب الجزائرية. ختام العروض المسرحية سيكون مع تعاونية ” أنيس ” سطيف بعرض مسرحية ” تفضلي يا آنسة” يوم الثلاثاء 18 أفريل.
أما عن الحفلات الفنية، يستهل المسرح الوطني برنامجه الفني بحفل موسيقي ” نسائم الربيع” مع المطربة منال غربي بمشاركة الفنانة يامنة وذلك يوم 30 مارس ابتداءً من الساعة 22:00 ليلا، بقاعة العروض مصطفى كاتب.
يليه حفل كوميدي موسيقي مع الجمعية الثقافية ” أهل الفن” بعنوان ” حراز أندلوزيريا”، ثم حفل شعبي مع المطرب كمال عزيز. برنامج الحفلات متواصل طيلة شهر رمضان يحييه كل من الفنانة ليلى بورصالي بمشاركة الحكواتية لالة عواوش في ” لو حكاولي ع القصبة”، ومن ثم سيسافر عشاق المالوف إلى قسنطينة يوم 07 أفريل مع المطرب ” عباس ريغي”.
ومن قسنطينة ستحملنا الفنانة حسيبة عمروش إلى أعالي بلاد القبائل في حفل موسيقي متنوع ” تيمليليث ان رمطان”، أما ختام الحفلات سيكون يوم 13 أفريل مع الفنان القدير عبد القادر شاعو في قعدة شعبي.
أما عن التكريمات، ستنظم جمعية الألفية الثالثة، حفلا تكريميا لكل من الفنانتين القديرتين” باهية راشدي” و” فضيلة حشماوي”، بمساهمة المسرح الوطني والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وذلك يوم 11 أفريل.
نظم المسرح الوطني جلسات وملتقيات ثقافية تحمل عنوان ” مجالس بشطارزي” من تنشيط الإعلامي عبد الرزاق بوكبة والذي سيستضيف في العدد الأول المخرج والممثل فتحي كافي لمناقشة موضوع ” من هو الدراماتورج؟”، وذلك يوم 29 مارس ابتداءً من الساعة 22:00 بفضاء ” محمد بودية” الطابق الرابع. كما سيلتقي الإعلامي بوكبة مع الموسيقار سليم دادة في جلسة تحمل عنوان ” الموسيقي و المسرح .. أي علاقة؟ يوم 12 أفريل.
من ذاكرة المسرح الوطني الجزائري عيد النصر 19 مارس 1962- 19 مارس 2023
فنانون كبار الهموا وأمتعوا الجمهور من على خشبة المسرح .فنّهم كان ومازال رسالة نضال وجهاد من أجل الحرية .
اختلفت ابداعاتهم وتنوعت بين التراجيديا والكوميديا رغم كل الألم والمعاناة التي كان يعيشها الشعب الجزائري انذاك، فلم يجد غير الفن الرابع ملاذا يواسيه، لهذا يمكن أن نقول و بكل ثقة أن الركح كان و لازال أكبر ساحة معركة في تاريخ الجزائر.
ولأنه من الواجب اليوم أن نستذكر فنانين ضحوا بحياتهم من أجل هذا الوطن. ورسموا الفرحة على وجوه الجماهير و الأمل في قلوبهم.
لتبقى ذكراهم حية في قلوبنا فمن منا قد ينسى ضحكة #التوري او صرخة #مجوبي على الخشبة و بكاء #علولة .. او حضور #محمدرضا على الركح… و صوت #عليمعاشي الشاب الشهيد ، كيف ننسى #محمدبودية المسرحي الثوري الفذ…. و غيرهم من أسماء عظيمة في تاريخ #الفنالجزائري.
اغتالتهم ايادي الاستدمار الغادر على حين غفلة .لكنها لم تستطع إخفاء ذكراهم الطيبة من قلوبنا واثرهم الفني من ذاكرتنا .شهداء احياء عند ربهم يرزقون.
حوار مع المخرج صادق لكبير مسرحية أنتيجون ” انتاج جديد من أجل مسرح جديد”
” أنتيجون” الإنتاج الجديد للمسرح الوطني الجزائري بالتعاون مع المسرح الجهوي لبلعباس و تحت إشراف وزيرة الثقافة و الفنون الدكتورة ” صورية مولوجي”. المسرحية فريدة من نوعها، إذ تعتبر نقلة جديدة في عالم الفن الرابع، أين يحاول المخرج فرض طابع ابداعي جديد في تمثيل واقع مجتمعاتنا اليوم.
وإشراك جيل جديد من الممثلين من فئة ذوي الهمم (المكفوفين و الصم و البكم)، من أجل ابراز تميزهم وابداعهم….
المخرج صادق لكبير في حوار مع المسرح الوطني:
01- كيف ولد عرض مسرحية “أنتيجون” وما هي فكرته؟
أنتيجون هي تكملة لمسرحية “الملك أوديب” التي أنتجها المسرح الجهوي لبلعباس، المعروف أن المسرحية هي رواية تراجيدية إغريقية عمرها أكثر من 25 قرن، ترجمها الأستاذ طاهر حسين والاقتباس لوسام رحماني.
المسرحية هي عبارة عن مرآة تعكس حال مجتمعاتنا اليوم، صراعات وتحديات نعيشها يوميا، خلافات عائلية قد تصل إلى القتل، وهي مرفوضة وغير مقبولة. أحوالنا اليوم أوصلتنا إلى كل ما هو غير مرغوب (أخ يقتل أخاه، أم ترمي أولادها، شعب يسكت عن الحق …).
بأبسط العبارات يمكننا أن نقول أنتيجون تمثل كل ما تعيشه شعوب العالم اليوم.
02- هل نهاية “أنتيجون” ستوصلنا إلى حل لهذه المشاكل؟
طرح السؤال والاستفسار يمثل حل للمشكل، لكن في الواقع يجب دائما أن نعرف أن المسرح لا يعطي حلول ولا يعالج مشاكل، وإنما هو مرآة تعكس الواقع المعاش، هكذا كان وهكذا يجب أن يبقى. المسرح يساعد بطريقته الخاصة وهي طرح السؤال، المسرح ليس بساحر وإنما هو وسيلة لرؤية المجتمع كما هو في الواقع.
03- كان يمكن لك العمل مع ممثليين مسرحيين كبار، ولكنك في أنتيجون اخترت ممثلين من ذوي الهمم (المكفوفين والصم والبكم) لماذا؟
أنا لا أرى فرق، هم صح ذوي احتياجات خاصة، ولكن طريقتهم متميزة في التمثيل، المكفوفين مثلا في أنتيجون سنعيش مع هذه الفئة ونشعر معهم بحواسهم المختلفة، هم لا يرون لكن يسمعون جيدا وذاكرتهم قوية، وأيضا سنجد أصحاب الصم والبكم الذين أيضا هم لهم أسلوبهم الخاص في التمثيل وسرد الرواية، وهذه ميزة لا نجدها عند الممثلين العاديين.
في الواقع المكفوفين لا يتفقون مع أصحاب الصم والبكم لكن في أنتيجون يتفقون، على الخشبة لن نجد هذا الاختلاف.
الجديد اليوم أنه استطعنا دمج أشخاص من ذوي الهمم في مجال التمثيل، قديما كان ممثل عادي يلعب دور المكفوف، لكن اليوم هذه الفئة من المجتمع أثبتت أنها قادرة على التمثيل والإبداع أحسن من غيرها.
04- كيف تسمي هذا النوع من المسرحيات؟
على عكس وقتنا، وقت السرعة، يمكنني أسمي هذا النوع من المسرحيات ب ” الفن البطيء”، الممثلين في هذه المسرحية يلعبون أدوارهم بأريحية ويأخذون كل الوقت الذي يحتاجونه لإيصال ما يريدون قوله، وهذا أيضا ما يقومون به في الواقع.
05- في المسرحية هناك دور الراوي، لماذا أضفت هذا الدور؟
الراوي هنا يلعب دورا كبيرا في المسرحية، لأن الممثلين مكفوفين، والجمهور أيضا خلال العرض سيكون مكفوف مثلهم، ينتظر الراوي ليخبره ما يحدث. لهذا يمكن للمكفوفين الحضور أيضا حضور العرض والاستمتاع به. و أيضا فئة الصم و البكم لأنه لهم أيضا حظّ في هذه المسرحية.
06- حسب رأيك هل مساحة الإبداع في هذه المسرحية كانت مكبلة؟
أكيد لا، رسالتي للممثلين في أول اليوم لنا مع بعض هي أنهم مكفوفين وهذا لا يضر ولا ينقص من ابداعهم، وأيضا في السينوغرافيا و الإخراج، التقنيين كلنا عملنا من أجل الممثلين وبسببهم، مثلا على الخشبة هناك دائرة ضوئية زرقاء، عملناها لأجلهم، كي يمشوا بكل ضمان و أريحية هي حدود لهم على الخشبة.
لهذا انا نقولك إنه الإبداع في هذه المسرحية وجد من أجل هؤلاء الممثلين ولأنهم مكفوفين و من فئة الصم و البكم.
07 – ماهي الرسالة التي تريد إيصالها عبر أنتيجون؟
رسالتي هي الحياة صعبة ومعيقاتها كثيرة سواء للإنسان العادي أو لذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا لا يعطينا الحق أن نلجأ للعنف. ونحن كمجتمع أولاً علينا أن نحاول قدر المستطاع إيجاد حلول لمشاكلنا، وتسهيل ظروف الحياة لهذه الفئة في المجتمع، لأنها قادرة أن تعطي الكثير كما هي قادرة أن تأخذ القليل. أنتيجون هي انتاج جديد من أجل مسرح جديد، يدمج بين واقعنا المعاش ورغباتنا المخفية في صدورنا.