ختمت مسرحية “ادوغالن أدوغالن” أو “راجعين راجعين” الأيام الوطنية للمسرح الأمازيغي، مساء الخميس 26 ديسمبر، وهو أنتجه حديثا المسرح الوطني الجزائري، أخرجته حميدة آيت الحاج، عن نص مقتبس من رواية “الشهداء يعودون هذا الأسبوع للروائي الرحل طاهر وطار(1936-2010)، قدم في شكل تراجيدية كوميدية، تروي عن مرحلة ما بعد الاستقلال، وعن من خانوا عهد الشهداء، بإسقاط رمزي للأحداث السياسية الراهنة.
وقدم العرض، في المسرح الوطني محي الدين بشطارزي بالجزائر العاصمة، باللغة القبائلية والشلحية والشاوية بمساعدة طارق عشبة، وتدور أطوار القصة حول شائعة وجود رسالة مفادها عودة شهداء الثورة قام “عابد” بنشرها، خلقت حالة من الهلع وعرت واقعا فاسدا، منتقدا مؤسسات السلطة بداية من البلدية، التي تتبنى مبدأ الرشوة لتسيير شؤون البعض على حساب الناس، كما عرج العمل على تغطرس بعض المجاهدين لتستر عن جرائمهم القديمة، ويمر العرض إلى ما تكبدته المرأة من معاناة وفقدان لذويها، على أمل عودتهم.
تميز العرض الذي دام 70 دقيقة بالعديد من الأحداث تضم عشرة شخصيات، قدمت أداء مقبولا، وهو لا يشبه المسرحية التي أخرجها زياني شريف عياد أولا والتي حملت عنوان الرواية “الشهداء يعودون هذا الأسبوع”، ثم أعادت الراحلة صونيا إخراجها، ذلك حميدة آيت الحاج تخلصت من ثلاثة شخصيات، بما في ذلك الشخصية الرئيسية “عابد” الذي يظهر بالاسم فقط، وكذلك شخصية “مصطفى” الشهيد المرتقب عودته، حسب ما وردت في الرسالة التي شيع لها والده “عابد”.
وتميزت السينوغرافيا برمزية جميلة، أنجزها بوخاري حبال، إذ رسم نفقا كبيرا، قد يشير إلى فق شبه مظلم، بسبب الاعتماد على إضاءة خافتة، على أمل الخروج منه إلى نور الحرية ونهاية الفساد في جزائر مستقلة حقا.
وتكفل سليمان حابس بإعداد كوريغرافيا، التي اعتمد عليها العرض في البداية، والتي كانت موفقة جدا، كعتبة استهلال العرض، التي تصور حركاته حالة اغتصاب وبدء مأساة حقيقية تتحملها المرأة، ربما هي الوطن. غير أن الرقصة الكوريغرافية في آخر المسرحية لم تكن إلزامية، وإن كانت ليس بالمدة الزمنية تلك. مع ذكر أن حركات كوريغرافية اتسم بها وسط العرض زينته في المجمل، وحققت الفرجة المنشودة.
وقد أدى كل من حكيم غمرود (الفاهم) شخصية مثقفة تقول كل الحقائق وبلقاسم كعوان (قدون السكير و مجاهد سابق) وطارق عشبة (زوج لويزة) وعبد الرحمان ايكاريوان (رئيس البلدية الفاسد)، ويسرى عازب الذي أدت دور زوجة شابة ترفض حتمية القدر، ونبيلة إبراهيم (لويزة) ورضوان مرابط (العجوز الحكيم).