لمستقبل أفضل للمهرجان الوطني للمسرح المحترف لجنة التّحكيم تقدّم 12 توصية ذهبية

أبدت لجنة تحكيم المهرجان الوطنيّ للمسرح المحترف في دورته السّابعة عشرة، مجموعة من الملاحظات ذات الصّلة بالعروض المسرحيّة التّسعة عشر المشاركة في المسابقة الرّسميّة، وترأّسها الأستاذ الدّكتور لخضر منصوري، بعضويّة الممثلة والأكاديميّة الدّكتورة دليلة نوّار بصفتها مقرّرة، رفقة المخرج والمؤلّـف المسرحيّ يوسف تعوينت، والمخرج ربيع قشّي، والمؤلّف الموسيقيّ سلسبيل بغدادي.
وفي هذا الصّدد، شرحت مقرّرة اللّجنة الخاصّة بدورة الفنّانة القديرة نادية طالبي، آليّة عملها من حيث الاجتماعات اليوميّة التي عقدتها لتبادل وجهات النّظر في كلّ عر ض. وأعربت عن استمتاع أعضائها بمشاهدة هذا الزّخم من الإبداعات الجزائريّة التي تكشف عن راهن المسرح بالجزائر، آملة في أن يقفز إلى المستقبل المنشود بمسرح يلبّي الحاجيات الفنّـيّة والجماليّة والاجتماعيّة للإنسان الجزائريّ، بخطى رصينة ترعاها وزارة الثقافة والفنون ومن خلالها محافظة المهرجان الوطنيّ للمسرح المحترف.
كما ثمّنت لجنة التّحكيم المجهودات المبذولة من قبل محافظة المهرجان في الحفاظ على هذا المكسب الثّقافيّ الوطنيّ، داعية إيّاها إلى إشراك الطاقات الشّابة في التّنظيم مثلما هو معمول به في جميع المهرجانات المعروفة. وفي السّياق، أوضحت أنّه وبطلب من محافظة المهرجان وبناء على انعقاد هذه الدّورة في سياق الاحتفال بسبعينيّة اندلاع الثورة التّحريريّة، فقد تمّ تعليق المادّة الثامنة من النّظام الدّاخليّ للمهرجان استثناء، والتي تنصّ على المشاركة في المنافسة بعمل واحد لكلّ فنّان سواء كان مخرجا، كاتب نصّ، سينوغرافا، أو مؤلّفا موسيقيّا، بينما سيعاد تطبيق هذه المادّة في الدّورات القادمة.
إلى ذلك، حيّت لجنة التّحكيم الجمهور العريض الذي حضر العروض طوال أيّام المهرجان، داعية إلى فتح وسائل التّواصل ببرمجة وتلفزة الأعمال المسرحيّة حتى يتمكّـن أكبر عدد من الجمهور من متابعتها تطبيقا للاتفاقيّة المبرمة بين وزارتي الثقافة والفنون، والإعلام والاتّصال عبر مؤسّساتها المرئيّة.
وأفادت مقرّرة اللّجنة أنّه تمّ استحداث خمسة جوائز تشجيعيّة للفنّانين المتميّزين المشاركين في هذه الدّورة، والمتمثّلة في جائزة الممثلة الواعدة، جائزة الممثل الواعد، جائزة الكوريغرافيا، جائزة الدّور النّـسائيّ الثاني، وجائزة الدّور الرّجاليّ الثاني.
وفيما يخصّ التّوصيات المقدّمة، فقد أكّدت الدّكتورة دليلة نوّار على إشادة لجنة التّحكيم بجميع العروض خارج المسابقة، مقدّمة لها كلّ التّحيّة والتّقدير لما قدّمته من إبداعات مسرحيّة متفرّدة. فيما لاحظت تفشّي ظاهرة الاعتماد على عنصر السّرد، دون سواه، في طرح القضايا التّاريخيّة والسّـياسيّة، مقابل تراجع العناصر الدراميّة التي ينهض عليها الفنّ المسرحيّ، داعية مخرجي المسرح الجزائريّ لتجديد رؤاهم الإخراجيّة والعمل على إيصالها بطريقة واضحة تعتمد بالأساس على إدارة الممثل باعتبارها جوهر الإبداع المسرحيّ الجادّ، وملحّة على مراعاة التّـدقيق اللّغويّ في العروض المسرحيّة المدرجة باللّغة العربيّة وجلب مختصّين في ذلك، مع الاهتمام بالجانب الإشهاريّ للعروض خاصّة  عمليّة تسويق العمل الفنّيّ عبر وسائل التّواصل، وقدّمت توصية تشمل مراجعة النّصوص الخاصّة بمطويّات العروض، زيادة على أرشفة الأعمال المسرحيّة في كلّ جوانبها الفنّـيّة والتّـقنيّة وحسن حفظها للأجيال القادمة، وإذا أمكن تسليم نسخة إلى الجامعات والمعاهد التّـكوينيّة، ومشدّدة على ضرورة عدم نسب الأعمال لغير أصحابها، والإشارة إلى حقوق التّأليف الموسيقيّ في الملاحق التّواصليّة والأدبيّة حفاظا على حقوق الغير وضمانا لأخلاقيّات المهنة، إضافة إلى إعطاء الأولويّة للفرق المتوّجة لتمثيل الجزائر في المحافل المسرحيّة الدّوليّة، وناشدت وزارة الثقافة والفنون إلى دعم هذا المكسب الثقافيّ الوطنيّ  مادّيّا ومعنويّا قصد تطويره واستمراره، وإنشاء مجلّة وطنيّة نقديّة أكاديميّة تهتمّ بمتابعة الفعل المسرحيّ في الجزائر، لتكون بمثابة منارة النّقد المسرحيّ، حيث يشارك فيها أهمّ الباحثين والنّـقاد، انطلاقا من فكرة أنّ الإبداع المسرحيّ يتأسّـس على النّـقد.
واختتمت لجنة التّحكيم توصياتها بحثّ محافظة المهرجان على إنشاء لجنة وطنيّة لانتقاء العروض من خلال المشاهدة الحيّة والآنيّة، وتقليص عدد الفرق المشاركة في الدّورات المقبلة، بحثا عن الجودة والنّوعيّة، مع تأكيدها على ضرورة حضور الفنّانين المشاركين لكلّ النّشاطات المبرمجة طيلة أيّام المهرجان خدمة للتّـبادل الفنّيّ والجماليّ والإنسانيّ.

شاهد أيضاً

الاحتفالية الخاصة بمناسبة اليوم العالمي للمسرح