لاقى العرض الشرفي للإنتاج الفني الجديد “ضد الطبيعة” للمصمم الكوريغرافي سليمان حابس استحسان الجمهور، واستطاع العرض الذي أنتجه المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي بمساهمة المسرح الجهوي لتيزي وزو “كاتب ياسين” أن يصنع فرجة استثنائية مساء يوم الخميس 09 أفريل 2024.
ابتداء من ديكور متمثل في كرسي حديقة يتوسط خشبة المسرح، أراد مؤلف النص استنطاق الحالات التي يعيشها الكاتب أثناء رحلته الإبداعية، وفي مشهد يبلغ عن عودة شريط ذكريات الشخصية الرئيسية التي أدى دورها عبد الهادي بن عبو بدت الخشبة وهي مزينة بأوراق بيضاء ممتدة إلى الأعلى وكأنها حديقة يلجأ إليها البطل الرئيسي فارا من دهاليز متاهة نفسية، تتواصل أحداث العرض فيحتدم الصراع بين المشاعر البسيطة التي تختلج صدر المبدع والأحلام العادية التي يرغب في ترجمتها على أرض الواقع، ليتمكن في الأخير من إيجاد صياغة جميلة لأفكاره المشتتة، بمساعدة الثلاثي المكون من ريان بوكاري وياسمين يعقوبي ومليسا سخي.
وفي المقابل وفق مصمم العرض سليمان حابس في اختيار مفردات فنية عديدة ثم جمع بينها في عرض واحد مشكلا بذلك فرجة إبداعية لدى الجمهور على مدار ساعة، فقام بتوظيف إيقاعات ذات دلالة لتوصيف الحالات الذي يعيشها البطل الرئيسي، فيما عبرت بعض المقاطع الغنائية عن فوضى الأفكار المزدحمة في رأسه، حلت الحركات الجسدية مكان اللغة للبوح بما لم تستطع الكلمات قوله، وفي الأخير تفنن أبطال العمل عبر أداءهم التعبيري في تجسيد مشهد تمكن الكاتب من تأليف رواية وتقديمها أمام الجمهور.
قام بتصميم السينوغرافيا المبدع عبد الرحمن زعبوبي، كما أعد موسيقى العرض إيدير قوراري.
واستمر تقديم العمل الفني “ضد الطبيعة” أمام جمهور المسرح الوطني الجزائري يومي الجمعة 10 ماي 2024 والسبت 11 ماي 2024.