أقامت الجمعية الفنية الثقافية “الألفية الثالثة” حفلا تكريميا على شرف كوكبة من الفنانين الذين أثروا الساحة الموسيقية بأعمالهم، بمساهمة المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، حضرته وجوه فنية معروفة وأقارب وأصدقاء الفنانين.
الحفل كان “رايويا” بامتياز، أقيم على شرف فنانين لا تزال أسماءهم مقترنة بروائع موسيقى الراي، على حد تعبير رئيس الجمعية الفنان سيد علي بن سالم الذي أكد أن هذا التكريم هو رقم 191 في سلسلة التكريمات التي دأبت جمعية الألفية الثالثة على تنظيمها.
رافقت فرقة الأمل للعيساوة- مستغانم قبيل انطلاق الحفل التكريمي كلا من الفنان مسعود بلمو، الشيخ النعام، غانا مغناوي والمايسترو قويدر بركان، من القاعة الشرفية، مؤدية مقطوعات غنائية من التراث الموسيقي الجزائري بعنوان “محمد اصطفاك الباري” و”الحرم يا رسول الله” تمهيدا لدخولهم القاعة واعتلاءهم ركح المسرح الوطني، صانعة جوا احتفاليا بهيجا يليق بمسارهم الفني.
استهل الفنان نصر الدين البليدي الحفل بوصلة غنائية بعنوان “ما نحكي ما نشكي”، كما آدى الفنان إبراهيم حدرباش أغنية “تزعزع خاطري في نص الليل” للشاب مامي، ولم يخلو الحفل من باقي الطبوع الموسيقية الأخرى إذ أطرب الحضور بمقطع من أروع أغاني أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية “أكذب عليك” احتفاء بالذكرى السابعة لوفاتها، وصدح صوت الفنانة ناريمان بن سهيل بمقاطع من التراث الموسيقي العاصمي مثل أغنية “المقنين الزين”، من جهته قدم الفنان القدير عبد القادر خالدي تكريما خاصا لرفاق دربه ووضع لمسته على الحفل عبر وصلات من أغانيه التي اشتهر بها في الطابع البدوي والوهراني مثل قصيدة “بختة”، وأغنية “يا ما يا بويا”.
مسعود بلمو.. شيخ “الترومبات” وعرابها
أجواء الحفل أعادت شيخ آلة الترومبات كما يحلو لمحبيه تسميته إلى زمن جميل جاوز خمس وخمسين سنة، إذ يعد بلمو أول فنان أدخل “السكسوفون” في موسيقى الراي بعدما فكر في ترميم آلة خلفها المستعمر الفرنسي بعد الاستقلال، لاحقا عبدت ألحانه طريق النجومية أمام العديد من الفنانين، على غرار صحراوي وفضيلة وهواري بن شنات، أهمها “كاين ربي”، “دور وهران دور” و”ما عندي زهر” وغيرها من الأغاني التي أعطتها آلة “الترومبات” لمسة مختلفة تواكب موجة التجديد التي طبعت موسيقى الراي آنذاك.
الشيخ النعام.. لحظة تكريم تاريخية
بعدما سطع نجمه أواخر الثمانينات واشتهر بأغنية “يا ولفي وعلاش” “ما ظنيتش نتفارقو”، ها هو الفنان الشيخ النعام ينتظر بفرحة عارمة لحظة تكريمه خاصة وأنه أقيم بالمسرح الوطني الجزائري المبنى الذي يحمل اسم قامة فنية بحجم الفنان “محي الدين بشطارزي” حسب ما قال صاحب أغنية “لي بيني وبينك مات”، متمنيا أن يقدر الجيل الجديد ثقل الرسالة التي تحملها موسيقى الراي باعتبارها موروثا موسيقيا ثقافيا خاصة بعد ما صنفتها منظمة اليونيسكو تراثا عالميا غير مادي.
قانا المغناوي.. مسار حافل بالفن
من جهته قال مراد غانا المعروف فنيا ب”قانا المغناوي” نسبة إلى مسقط رأسه مغنية أن هذا التكريم هو عرفان بما قدمه طوال 35 سنة من عمر عطاءه الفني المقدر ب230 ألبوما منذ منتصف السبعينيات، وهو الذي برز إسمه في العديد من الثنائيات منها مع الشاب حسني والشابة زهرة، واشتهر بعزفه على آلة الترومبات واشتهر بأغنية “على الزرقة راني نسال” “لا تامن صاحب لا تقول خويا.”
قويدر بركان.. مايسترو نجوم “الراي”
وهو يجلس بين رفاقه بدا المايسترو “قويدر بركان” سعيدا بالحفاوة التي لقيها خلال التكريم، وكأنه يسترجع ذكريات جمعته بنجوم أغنية الراي الذين رافقت موسيقاه ألبوماتهم في نجاحاتهم العالمية على مدار أربعين عاما مثل الشاب حسني ومامي، ويعد بركان أحد الأعمدة التي نهض على أكتافها مهرجان الأغنية الوهرانية منذ تأسيسه عام 2008.